انطلاق النسخة الثالثة من مسابقة جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية

انطلقت  صباح اليوم النسخة الثالثة من مسابقة جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية.
وهي فكرة إبداعية لصالح الهوية، والبصمة الأصيلة للبلد، إضافة إلى تفْقِيه الساحة، وترشيد العواطف، ذلك أنه لا يمكن فهم هذا الدين وجمالِه ومقاصدِه الكبرى إلا بالعلم الشرعي، وأخطرُ ما عانته الأمة في حقَبِها الأخيرة هو العواطف الميالة للدين التي لم تَتَرَشَّدْ بفقه  ولم تَسْتَبِنْ حُكما من مَداركِه.
والمتون العلمية هي مَجامع الأحكام نصًّا (إن كانت شرعية) أو مَجامِعها خدمةً ودلالة ومعاني (إن كانت علوم آلة) والاعتناء بها هو انتصار للعلم والفقه الرصين، وقطع للطريق على عبَث العواطف، الذي طالما عصَف بسكينة الأمة وأمْنِها، في الكثير من البقاع التي اكتوت بنيران التطرف الناجم عن العواطف الجاهلة، التي يَجْتَزِئ أهلُها النصوصَ، ويضربون بعضَها ببعض.
لذلك كانت مسابقة جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية إجراءً ذكِيًّا لحفظ العلم، وبعث التنافُسِ فيه، حمايةً لدينِ الأمة، وضمانا لاستمرار مرجعيات الفتوى الضليعة بالعلم الشرعي، التي تشكل ركيزة مهمة من ركائز أمن المجتمع واستقراره الروحي والفكري، كما أن هذه الجائزة تشكل بلا شك وفاءٌ لتاريخ هذه البلاد وجهود قرون طوال من التبتل العلمي في رحاب المحظرة الموريتانية، تمت فيه خدمة هذه المتون بشكل لافت للنظر، من قبل قوم ضربوا أروع الأمثلة في الهمم العالية دون أن تُثنيهم قساوة الصحراء ومُكابدة البداوة، فكانوا برهانا جليا على قول الشاعر:
ومن حسب الحضارةَ في المبانى
              فقد ظن الورَى حجَراوطينا
 فأبانوا عبقريةً نادرةً في العلوم من خلال إتقانها والتفرد فيها حفظا وفهما واستنباطا ومُقايسةً، استطاع بها أعلامُنا الكبارُ حجزَ مقعدٍ مميزٍ لبلادنا في أفق السمعة الطيبة والسفارة الناجحة.
فهنيئا للعلم والعلماء في هذه البلاد، وهنيئا لقيادة تستشعر ضرورةَ الوفاء بديون التاريخ، وضرورة ترشيد الواقع والفكر بإشاعة العلم والمنافسة فيه.

جمعة, 18/11/2022 - 10:19