
أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خلال كلمته في افتتاح الدورة ال 49 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بنواكشوط أن القيم التي تأسست عليها منظمة التعاون الإسلامي، من تآخ، وتسامح، وتآزر، وصهر للجهود خدمة لمصالح وتطلعات شعوبها، تشكل كنه الدين الإسلامي الحنيف، الذي هو في جوهره، رسالة سلام، ودين وسطية، واعتدال.
وقال فخامة رئيس الجمهورية إنه من غير المعقول، أن يسود في الأمة الإسلامية غير الأمن والتعاضد والوئام، داعيا الجميع إلى ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة، في سبيل فض كل النزاعات، القائمة بين الأمة ، على نحو، يحفظ لكل دولة من دول المنظمة ، حوزتها الترابية وسيادتها، ويجعل منها، عنصرا فاعلا في تحقيق التطور والتنمية المستدامة، في الفضاء الإسلامي بمجمله، مطالبا بالدفع بالعمل الإسلامي المشترك، في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي، وتعزيز تبادل الخبرات، وتنمية التجارة البينية، وترقية الاستثمارات، وخلق مناخ يشجع رأس المال الإسلامي ويوجهه، إسهاما في بناء تنمية مستديمة.
واعتبر فخامة رئيس الجمهورية أن الحاجة إلى عالم إسلامي آمن، ومستقر ومتكامل اقتصاديا، أشد إلحاحا من أي وقت مضى، نظرا لما يجتاح العالم اليوم، من أزمات أمنية واقتصادية وبيئية هدامة، يحتاج الصمود في وجهها للكثير من التعاضد وتوحيد الجهود.
وجدد رئيس الجمهورية الدعوة للحل العاجل والسلمي والمستدام لكل النزاعات في العالم الإسلامي، كالنزاع في اليمن وسوريا وليبيا، معبرا عن تشجيعه لكل المسارات التفاوضية والحوارية، الهادفة إلى تجاوز الخلافات، وإلى التقريب بين الدول والشعوب الإسلامية، منوها في هذا السياق، بالمفاوضات السعودية – الإيرانية الأخيرة.
وأكد رئيس الجمهورية أن القضية المركزية للأمة هي قضية فلسطين المحتلة، مجددا الموقف الثابت، والمتمثل في التمسك بضرورة قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، على الأراضي المحتلة عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، داعيا إلى أن تنال دولة فلسطين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
وقال رئيس الجمهورية إن شعار هذه الدورة المتمثل في «الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار" يمثل عمق إدراك الجميع، لضرورة ترسيخ ثقافة الاعتدال والتسامح والتآخي، عملا بتعاليم الدين الحنيف، وضمانا للسلام، وتوفيرا لشروط التنمية والازدهار، مضيفا أن موريتانيا بذلت ولا تزال تبذل، جهودا كبيرة في محاربة الغلو والتطرف، وفي العمل على ترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال، ولها في هذا المجال شراكة مثمرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تنظيم مؤتمر سنوي لتعزيز السلم في إفريقيا، معتبرا أن هذه الجهود تندرج ضمن استراتيجية وطنية متكاملة ومندمجة، لمحاربة الإرهاب يتم تعزيزها إقليميا بالعمل المشترك مع مجموعة دول الساحل الخمس، التي تتولى موريتانيا حاليا رئاستها الدورية، داعيا إلى أن تواجه بحزم وصرامة، محاولات تشويه الدين الحنيف، عبر الحملات الإسلاموفوبية المتكررة، مثمنا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، القاضي باعتماد اليوم الخامس عشر من شهر مارس من كل سنة، يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا.
وقال رئيس الجمهورية إن موريتانيا لن تدخر جهدا، خلال رئاستها للدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في سبيل دعم وتطوير العمل الإسلامي المشترك.
وقد عبر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في مستهل كلمته عن تهانيه لجمهورية باكستان الإسلامية، على النجاح الكبير الذي ميز رئاستها، للدورةَ الثامنة والأربعين، لهذا المجلس، وعن شكره للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على ما يبذله من جهود لتطوير العمل الإسلامي المشترك، والدفع به إلى أرحب الآفاق،
كما أعرب فخامة رئيس الجمهورية عن جزيل شكره لخادم الحرمين الشريفين وولولي عهده، رئيس مجلس الوزراء، على ما تقدمه المملكة العربية السعودية، للمنظمة من قيم الدعم ودائم المساعدة. سلام عليكم