
الوئام الوطني : لم تكن العلاقات الموريتانية الإماراتية وليدة اللحظة، فهي ضاربة في تاريخ استقلال البلدين، حيث أسسها ورعاها المرحومان، الأستاذ المختار ولد داداه، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والسيد الشيخ زايد آل انهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومنذ ذلك التاريخ، ظلت علاقات البلدين الشقيقين، طيلة العقود الأربعة الأخيرة، تنمو وتتعزز، لكنها بلغت ذروتها خلال فترة حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي كانت دولة الإمارات أول وجهة خارجية له بعد تنصيبه أواسط الربع الثالث من عام 2019.
وقبل أن نذكر انجازات أبوظبي في موريتانيا خلال السنوات الأربع الأخيرة يجب التذكير بما قدمت دولة الإمارات الشقيقة لموريتانيا خلال العقود الماضية.
لقد عبر المرحوم الشيخ زايد - طيب الله ثراه - في أكثر من مناسبة، عن مدى إعجابه بالشناقطة وبدورهم العلمي الرائد عبر العالم، وفي منطقة الخليج على وجه التحديد، وبناء على ذلك كانت مساعداته السخية وتمويلاته المتدفقة ومشاريعه العملاقة وتدخلاته في المجالات الخيرية والإنسانية في موريتانيا أكثر من أن تحصى.
وعلى، نفقة الدولة الإماراتية الشقيقة شيدت مئات المساجد والمحاظر ودور السكن، وقدمت كفالات الأيتام ومعونات الفقراء والمحتاجين والأضاحي.. وغير ذلك من أوجه البر والإحسان لصالح المستهدفين من أبناء الشعب الموريتاني.
كما قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بتولية العلماء والقضاة الموريتانيين في المناصب الشرعية العليا في دولة الإمارات، فضلا عن استقدام بعثات متعددة لصالح الأمن والتعليم في دولة الإمارات.
وفي المجال الصحي، يقدم مستشفى الشيخ زايد، الممول من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة، خدمات الاستشارات والحجز والتحليلات والعمليات في مختلف التخصصات الطبية لآلاف المواطنين.
أما في عهد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني فقد شهدت علاقات نواكشوط وأبوظبي قفزة نوعية غير مسبوقة، نظرا لرغبة الرئيسين محمد ولد الشيخ الغزواني والشيخ محمد بن زايد آفي تعزيزها وتطويرها نحو الأفضل.
فخلال أول جولة خارجية لرئيس الجمهورية، وكانت محطتها الأولى أبوظبي، وقعت موريتانيا والإمارات العديد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم التي استهدفت تعزيز التعاون وتنويع آفاقه بين البلدين، والإعفاء المتبادل من التأشيرات على الجوازات الدبلوماسية وجوازات العمل، والتعاون في المجالات التعليمية، والعسكرية، والفنية، والأمنية، والتنموية، والاستثمارية، إضافة إلى المجالات الإنسانية والرعاية الاجتماعية.
وخلال هذه الزيارة خصصت أبوظبي مبلغ ملياري دولار لإقامة مشاريع استثمارية وتنموية وقروض ميسرة لموريتانيا بهدف دعم اقتصادها بعد الأزمة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، وما خلفته من تحديات اقتصادية.
وبفضل العلاقات المتمزة التي تربط قيادتي البلدين الشقيقين تعززت الاستثمارات الإمارتية في موريتانيا لتشمل العديد من القطاعات الحيوية الهامة.
وفي المجال السياسي، ينسق البلدان الشقيقان بشكل مشترك، وبرؤى متطابقة، في مختلف الملفات العربية والإقليمية والدولية،
ويعتبر المراقبون العلاقات الموريتانية الإماراتية مثالا قائما للتكامل والتآخي بين الإخوة الأشقاء، الذين قاربهم التاريخ بعد أن باعدتهم الجغرافيا.
إسماعيل ولد الرباني
المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء