
لا يمكننا نسيان الرجل العادل، القاضي مبارك كوري حامدينو، الذي ترأس محكمة ولاية آدرار خلال الفترة ما بين 2015 إلى 2018، قبل أن يُحوّل إلى مدينة ازويرات كقاضي تحقيق مكلف بملفات الإرهاب، ثم إلى منصبه الأخير في الادعاء العام بمدينة نواذيبو.
ورغم أنني لا تربطني به أي صلة شخصية، إلا أنني شهدت على أدائه خلال حضوري لعدة محاكمات، كانت آخرها محاكمة عصابة مخدرات، وقد أثار إعجابي بما لمسته فيه من صرامة في تطبيق القانون، دون مجاملة، وهيبة الدولة كانت حاضرة في نظراته وصوته.
كان الجميع يعلم أن الوقوف أمامه يعني أحد أمرين: إما رفع الظلم والخروج بحرية، أو دخول السجن بقوة القانون. وكان مجرد سماع أن الملف أصبح بين يديه كافيًا لجعل الكثيرين يرتعدون، لا لشيء، إلا لأنهم يعرفون أنه سيطبق القانون كما هو، دون تهاون أو محاباة.
لم يكن يؤمن بالوساطات ولا يقبل التدخلات، ولم يكن يظهر في المجالس الخاصة أو الولائم. كان صارمًا في كل شيء، يتنقل ليلًا في أرجاء المدينة وضواحيها، يراقب ويتابع المخالفين بنفسه.
لقد أصبح اسمه متداولًا وحده دون غيره من رجال العدالة، بفضل انضباطه ومواظبته على أداء مهامه بمسؤولية عالية، حتى غدا رمزًا للصرامة والنزاهة.
حفظه الله ورعاه، وبلّغه في الدارين كامل مناه.
المعنى : سيداتي عابدين صالح
مواطن من ولاية آدرار مهتم بشؤون الولاية ...