الصورة الأخرى لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني

لو عرف المواطنون كيف أدار فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أزمة المهاجرين التي استفحلت خلال الفترة الأخيرة، لعرفوا أن ما يعرفونه عنه من كياسة وهدوء ولين، يحمل في طياته صرامة وقوة وحسما لا يمكن لأي أحد أن يتجاهلها..

لقد رسم فخامة رئيس الجمهورية للسلطات والديبلوماسية الموريتانية خطة صارمة لمواجهة الهجرة، أتصور -حسب ما تبدى لي من رشحها- قائمة على ثلاث لاءات كبرى هي:

لا تغيير لسياسة موريتانيا التقليدية اتجاه جيرانها، فهم دوما محل ترحيب بين أهلهم وإخوتهم ولكن في ظل احترام الضوابط والقوانين الموريتانية..

لا مجال للهجرة غير المشروعة إلى موريتانيا بأي وجه من الأوجه كانت..

لا تسامح مع أي مخالفة للقوانين والأنظمة في مجال الهجرة من أي كان..

وقد تفهمت الدول المجاورة والصديقة بفضل ديبلوماسية فخامة الرئيس قرار موريتانيا، وصرامتها في فرض احترام قوانينها وأنظمتها الداخلية على المقيمين فيها بصورة شرعية، وأحقيتها في مكافحة أي هجرة غير شرعية تنتهك قوانينها وأنظمتها.. ويجب أن نعترف بأن الوقوف موقفا صارما وصريحا كهذا الموقف، وإقناع الأصدقاء والأشقاء به من خلال ديبلوماسية تتحلى بالتعقل، والمرونة والحزم في نفس الوقت لم يكن سهلا..

أذكر أنه عندما وقع الانقلاب الذي قاده الرئيس الحالي لمالي الشقيقة عاصيمي كويتا، وأظهرت  السلطات الجديدة في مالي توجها جديا مخالفا لما كانت تأمله فرنسا، ضاقت هذه الأخيرة ذرعا بذلك، وأرادت من كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة CDAO وموريتانيا والنيجر أن تقف بحزم ضد الانقلابيين في مالي، وضغطت بكل السبل من أجل ذلك على موريتانيا طيلة النصف الثاني من 2021 وما بعده، لكن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي رأى أن مصلحة موريتانيا وجاليتها ومنميها وعلاقتها بالشعب المالي تقتضي موقفا آخر غير موقف فرنسا لم يقبل الرضوخ لتلك الضغوط، بل قرر اعتماد ما تمليه عليه مصلحة بلاده وشعبه، وغاب عن الاجتماع الذي دعا له الرئيس ماكرون في مستهل 2022 مع أنه كان في بروكسل في تلك الفترة قريبا من موقع الاجتماع، لأنه لم يكن يرى لموريتانيا مصلحة فيما سوى السياسة المتوازنة التي تضمن الاستقرار للمنطقة.. 

والمتفطن لسياسة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الدولية سيدرك أن هذا هو نهجه دائما، فعلاقته بجيرانه جميعا ممتازة بغض النظر عن علاقة بعضهم ببعض، كما أن علاقته بالغرب ممتازة في نفس الوقت الذي يحتفظ فيه بعلاقات ممتازة أيضا مع كل من روسيا والصين. والقدرة على انتهاج هذا النوع من العلاقات لا يتأتى إلا لمن عرف كيف يجمع بين المرونة والحزم.. بين اللين في وقته والقوة في وقتها..

 

  الحسين ولد محنض

اثنين, 14/04/2025 - 00:07