
قال السيد المختار ولد خيَّه، مستشار رئيس حزب الإنصاف المكلف بالشؤون السياسية، إن فوز الدكتور سيدي ولد التاه برئاسة البنك الإفريقي للتنمية، يحسب لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الغزواني، مشيرا إلى أنه "جاء كثمرة لرئاسته للاتحاد الافريقي، ومتابعته الدقيقة لسير حملة ولد التاه وتدخلاته المتواصلة كلما دعت الضرورة لذلك".
وعبر ولد خيَّه، في مقابلة حصرية مع وكالة الوئام الوطني للأنباء، عن اعتقاده بأنه لن تمر سنتان أو ثلاث من المإمورية الحالية لفخامة رئيس الجمهورية قبل أن يكتمل برنامج "طموحي للوطن"، مشيرا إلى أن وتيرة العمل تبدو أسرع، بنسبة كبيرة، منها في المأمورية الأولى، بحسب تعبيره.
وأوضح مستشار رئيس حزب الإنصاف المكلف بالشؤون السياسية أن الحزب مقبل على العديد من النشاطات، منها تجديد هيئاته وهو ما يتطلب فتح الانتساب، مؤكدا أن" هناك سنة حافلة بالعمل السياسي".
وأكد ولد خيه أنه ليست هناك حدود للمشاركة في الحوار المرتقب، ولا استثناء في مواضيع النقاش أو إقصاء لأي طرف، قائلا إنه حوار مفتوح للكل "تطبيقا لالتزام فخامة رئيس الجمهورية بدعوة كل الموريتانيين لإقامة حوار لحل مشاكلهم، والنظر في إمكانية حصول تهميش أو مخلفات الماضي أو عدم عدالة في توزيع الثروة، أو أي موضوع آخر يهم الرأي العام"، وأضاف: "هذه هي رؤية الحزب والتي يتشاركها مع أحزاب الأغلبية، وقد تم تقديم الوثيقة لمنسق الحوار، وهي موجودة ومتداولة".
نص المقابلة:
وكالة الوئام: كيف تقيمون نجاح الدبلوماسية الموريتانية في إنجاح مرشح موريتانيا لرئاسة البنك الافريقي للتنمية؟
المختار ولد خيَّه:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب.
في البداية أشكر وكالة الوئام الوطني للأنباء على هذه الفرصة التي أتاحت لي، وأنتهز الفرصة لأشكرهم عليها.
أود أن أن أقول إن المأمورية الرئاسية الأولى لفخامة رئيس الجمهورية تميزت بالكثير من النجاحات على المستوى الدبلوماسي، وهو ما كان له الأثر البالغ على النجاح الذي تحقق اليوم، والذي يعتبر مكسبا ونصرا تاريخيا لموريتانيا لا يوازيه نصر دبلوماسي باستثناء إجماع دول القارة على رئاسة فخامة رئيس الجمهورية للاتحاد الإفريقي، والذي شكل مناسبة لحل العديد من مشاكل الاتحاد.
النجاحان يعتبران مترابطين لأن النجاح الأخير هو وليد عمل فخامة الرئيس خلال النجاح الأول الذي شهد قيادة متميزة للاتحاد الإفريقي وجيدة رغم الظروف ورغم المسافات التي قطعها في مئات الساعات من الطيران حتى لا يغيب الصوت الإفريقي عن العالم، ولا يبقى مقعد القارة شاغرا، ولا تبقى حجة يمكن تبليغها عن الأفارقة إلا وبلغها، وبالتالي فإن النجاح اليوم يحسب لفخامة رئيس الجمهورية، ويهنأ عليه قبل الجميع، ويهنأ الشعب الموريتاني، ويهنأ كذلك الرئيس الفائز الدكتور سيدي ولد التاه ولجنة الحملة التي عينها رئيس الجمهورية وأدت عملا متكاملا وأداء جيدا بعد توجيها الرئيس وتدخلاته في أوقات الضرورة.
واليوم، وبعد أن حسمنا هذا المنصب بجدارة واستحقاق، لا يسعنا إلا أن نهنئ الأمتين العربية والإسلامية على نجاح الدكتور في هذا المنصب.
وكالة الوئام: بعد النجاحات التي حققها رئيس الجمهورية خلال مأموريته الأولى.. برأيكم، ما الذي ميز المأمورية الثانية على مستوى الإنجاز؟
المختار ولد خيَّه:
كما قلت سابقا، فقد شهدت المأمورية الأولى العديد من النجاحات، وتم تطبيق النسبة الكبيرة من برنامج "تعهداتي" الذي صوت له الشعب الموريتاني، رغم أن تلك المأمورية شهدت العديد من العقبات، مثل جائحة كورونا والحروب والأزمات الدولية وتقلب أسعار
السوق، وهو ما ألقى بظلاله على مأمورية رئيس الجمهورية، ورغم كل ذلك كانت النجاحات التي تحققت معتبرة، وما بقي من تلك التعهدات كان جزءا بسيطا، بحسب تقييمي الشخصي.
انتهت تلك المأمورية وبدأت مأمورية ثانية، وقد ظهر أن الشعب الموريتاني قد تمسك برئيس الجمهورية نظرا لارتفاع بسبة تزكية برنامجه الانتخابي الجديد مقارنة بالسابق، ما يعني أن 4% من الشعب الموريتاني اقتنعت بما أقنع أكثر من 52% في المرة السابقة، وهو يجعل رئيس الجمهورية يضاعف الجهود، وكذلك فريقه الحكومي وكافة المسؤولين، وهو ما يبدو أنهم بدأوا به المأمورية الثانية.
لقد شاهدت الكثير من الإنجازات التي تحققت على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبنى التحتية، فلدينا الجسور والطرق التي تحققت في أقل من سنة، ولدينا برنامج عصرنة مدينة نواكشوط، والذي وصل مراحل متقدمة، ولدينا البعثات الوزارية التي انتشرت في الداخل وعادت بأولويات المتطلبات الضرورية والمستعجلة بالتشاور مع الساكنة المحلية والفاعلين والسلطات الجهوية، وخلال فترة وجيزة تمت برمجة الحلول وتمت تعبئة الموارد وعادت اللجان لإيصال الميزانية والبدء في التنفيذ الذي بدأ بالفعل في العديد من الولايات الداخلية.
أعتقد ان وتيرة العمل إذا تواصلت على هذا النحو، وتحلى الجميع بالمسؤولية في تنفيذ المهام التي أسندها له فخامة رئيس الجمهورية، فلا شك أن الإنجاز سيكون أمرا واقعا، وإلى حد الساعة لم ألاحظ أي تراخ في تنفيذ البرامج وتطبيق تعليمات فخامة الرئيس، بل إن ما ألحظه هو مضاعفة الجهود، وعلى هذا الأساس فأعتقد أنه لن تمر سنتان أو ثلاث من المإمورية الحالية قبل أن يكتمل برنامج "طموحي للوطن"، لأن وتيرة العمل تبدو أسرع، بنسبة كبيرة، منها في المأمورية الأولى.
وكالة الوئام: ما أجندة حزب الإنصاف خلال المرحلة المقبلة؟
المختار ولد خيَّه:
هذا سؤال مهم، فأنا منتسب لحزب الإنصاف، ومستشار رئيس الحزب المكلف بالشؤون السياسية.
حزب الإنصاف هو الذراع السياسي للنظام، وإن كانت هنالك أحزاب سياسية في الأغلبية داعمة لفخامة رئيس الجمهورية وتدعم برنامجه.
أجندة الحزب هي أولا مواكبة العمل الحكومي وتقييمه والدفاع عنه وتأطيره وإيصال هموم المواطن التي تصل الحزب عبر هيئاته القاعدية للجهات المعنية ومتابعة حلول مشاكل المواطنين، بالإضافة لاستشراف العمل السياسي وطرح الخطط.
في الحالي فالحزب مقبل على العديد من النشاطات، منها تجديد هيئاته وهو ما يتطلب فتح الانتساب،وهناك سنة حافلة بالعمل السياسي، وحتى الآن لم ألحظ ما يمكن أن يعرقل هذه الأجندة أو يشوش على القيام بدوره كذراع سياسي للنظام.
هذه هي أجندة الحزب، ومنها ما يتعلق بالحوار.
وكالة الوئام: على ذكر الحوار المرتقب.. ما هي أبرز ملامح رؤية حزب الإنصاف في الوثيقة التي قدمها لمنسق الحوار؟
المختار ولد خيَّه:
هذه الوثيقة لم أطلع عليها، لكن ما لدي من أخبارها أنها أعدت بالشراكة مع منسقية أحزاب الأغلبية التي يرأسها الآن حزب الإنصاف بوصفه أكبر الأحزاب الداعمة للرئيس، وهذه الوثيقة تضم رؤية تلك الأحزاب للمواضيع التي يجب أن يتحاور الموريتانيون حولها ويشبعوها نقاشا، ومنها المواضيع المعروفة لديكم ولدى الجميع، وليست هناك حدود للمشاركة ولا استثناء في مواضيع النقاش أو إقصاء لأي طرف، فهو حوار مفتوح للكل تطبيقا لالتزام فخامة رئيس الجمهورية بدعوة كل الموريتانيين لإقامة حوار لحل مشاكلهم، والنظر في إمكانية حصول غبن أو تهميش أو مخلفات الماضي أو عدم عدالة في توزيع الثروة، أو أي موضوع آخر يهم الرأي العام.. فهذه هي رؤية الحزب والتي يتشاركها مع أحزاب الأغلبية، وقد تم تقديم الوثيقة لمنسق الحوار، وهي موجودة ومتداولة لكنني لم أطلع عليها بشكل كاف.
وكالة الوئام: هل من كلمة أخيرة؟
المختار ولد خيَّه:
في نهاية هذا الحوار أجدد الشكر لوكالة الوئام الوطني للأنباء على هذه الفرصة، وأشيد بدورها في إنارة الرأي العام في إيصال الأخبار والمعلومات، ووضع المواطنين في الصورة ومواكبتها لمجريات الشأن العام، كما أشيد بدعمها للنظام باعتبارها إحدى الوكالات المهمة التي تدافع عن النظام من خلال الافتتاحيات التي تكتبها وتنشرها، والتي تشيد بإنجازات فخامة رئيس الجمهورية، وهذا ما يجب التنبيه إليه.
أود أن أنبه الجميع إلى أنني رجل بدوي بالطبع، ولدي طلب بالمحافظة على بلدهم، وأن يدركوا أن لديهم بلد من مصلحتهم أن يظل قائما، وعليهم الانتباه إلى أنه قد يتوفر في بعض الفترات إيجاد زعيم وقائد ومفكر مثل فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ومن الأفضل لنا، ما دامت تتاح لنا فرصة التعاون والتآخي والتشاور والرأي والرأي الآخر والحرية المطلقة أن نحافظ على ذلك، وأن نحمد الله عليه، ففي بعض الحالات قد لا يتاح التشاور، ومن الحكمة التمسك بهذا الرئيس، فقد لا يتاح لنا مثله مستقبلا.
وكالة الوئام: شكرا جزيلا، سيادة المستشار على هذه الردود الوافية والشافية، وعلى ما خصصتموه لنا من وقتكم الثمين.
