دبي تفوز باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026

فازت دبي باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية (ISEA) 2026، في إنجاز عالمي جديد يضاف إلى سجلها الحافل، ويرسخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.

 

 

جاء الإعلان عن ذلك خلال اختتام نسخة المؤتمر لهذا العام التي تستضيفها مدينة سيول في كوريا الجنوبية خلال مايو الجاري، ما يعكس حجم الجهود التي بذلتها هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وجامعة زايد، في دعم ملف الإمارة والتعريف بإمكانياتها ومقوماتها الثقافية والإبداعية، وما تمتلكه من بنية تحتية قوية وبيئة داعمة لأصحاب الكفاءات المميزة.

 

 

ويُعد المؤتمر الدولي للفنون الرقمية، حدثاً عالمياً في مجال الفنون والأكاديميا، وتأسس في عام 1988 في هولندا، ويندرج حالياً تحت مظلة جامعة الفنون الإبداعية في المملكة المتحدة، وسبق أن أقيم في أكثر من 30 مدينة عالمية من بينها العاصمة الفرنسية باريس، ومونتريال، وبرشلونة، وغيرها. ويجمع الحدث سنوياً عدداً كبيراً من الفنانين والمصممين والأكاديميين والتقنيين والقيمين وخبراء المتاحف من مختلف أنحاء العالم، بهدف استكشاف أبرز التقاطعات بين الفنون والعلوم والتكنولوجيا، واستشراف مستقبل الفنون الرقمية، وهو ما ينسجم مع أهداف استراتيجية الفنون الرقمية التي تمثل جزءاً من خارطة طريق "دبي للثقافة" الرامية إلى تمكين أصحاب المواهب وتطوير البنية التحتية الرقمية والتعليم والتدريب في هذا المجال.

 

 

وفي هذه المناسبة، أكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن فوز الإمارة بتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية يعكس ريادتها وقوة حضورها على خريطة الفنون العالمية، ويجسّد مفهوم الرؤية المستقبلية للثقافة والفن.

 

 

وقالت سموّها: "تواصل دبي اهتمامها بالابتكار والفنون الرقمية وتجربة الأفكار الجديدة، لتصبح بفضل تفرّد نهج صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ورؤاه الاستشرافية مركزاً عالمياً وحيوياً للثقافة والإبداع يتميز بقدرته على المنافسة والتفوق"، لافتةً سموّها إلى أن استضافة الحدث العالمي يعكس تطلّعات دبي وثراء مشهدها الإبداعي، وتطور منظومتها الاقتصادية والفنية، وما تتميز به من مشاريع ومبادرات طموحة تسهم في تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، وتدفع مسيرة دبي الحضارية والتنموية نحو الأمام.

 

 

وأشارت سموّها إلى أن المؤتمر يُمثل منصة عالمية مُلهمة قادرة على دعم أهداف استراتيجية الفنون الرقمية، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وإثراء الحوار الفكري العالمي، وتطوير قطاع الفنون الرقمية في دبي وتعزيز إمكانياته، ورفع قدراته على جذب الاستثمارات العالمية لضمان استدامته.

 

 

وأضافت سموّ رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي قائلةً: "يشكل المؤتمر الدولي محركاً قوياً لاقتصاد دبي الإبداعي، بما يتضمنه من فرص نوعية تسهم في بناء شبكة علاقات عالمية وإقامة شراكات ثقافية جديدة، وتفتح الآفاق أمام روّاد الفنون الرقمية وأصحاب المواهب لإطلاق العنان لأفكارهم الغنية التي تسهم في ردم الفجوة بين الإبداع الفني والخبرة التكنولوجية، من خلال تطوير مهارات الفنانين وصقل خبراتهم وتمكينهم من استكشاف التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة أعمالهم ومشاريعهم المتفردة".

 

 

وسيُقام المؤتمر الدولي الذي ستتولى "دبي للثقافة" تنظيمه بالتعاون مع جامعة زايد، خلال الفترة من 10 وحتى 17 أبريل 2026، تحت شعار "الياه: فنون تربط المكان والبيانات والهوية"، وسيشهد عقد سلسلة من ورش العمل والجلسات النقاشية والحوارية وفعاليات التواصل والعروض الإبداعية المتنوعة، في عدد من مواقع دبي الثقافية ومعالمها البارزة، فيما يُتوقع أن يستقطب الحدث ما بين 200 و500 مشارك دولي إلى جانب شريحة واسعة من المهتمين بمجالات الفنون الرقمية.

 

 

حوافز وفرص

 

 

من جانبها، لفتت سعادة هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، إلى أن دبي تمتاز بمناخاتها الملهمة ومرونة بيئتها التي ساهمت في استقطاب الكفاءات المميزة والمستثمرين ورواد الأعمال، وفتح الأبواب أمامهم للاستفادة من إمكانياتها وما توفره من حوافز وفرص استثنائية تعكس ثراء المشهد الإبداعي المحلي.

 

 

وقالت سعادتها: "يعكس فوز دبي واستضافتها للمؤتمر الدولي للفنون الرقمية تفرد رؤى القيادة الرشيدة الهادفة لجعل الإمارة حاضنة للمواهب ومركزاً عالمياً رائداً للاقتصاد الإبداعي، حيث يبرز الحدث اهتمام الإمارة بتطوير قطاع الفنون الرقمية، وتمكين الأجيال الجديدة من المواهب وإلهامهم للتواصل والإبداع"، لافتةً إلى أن استضافة دبي للحدث العالمي سيساعد على إيجاد فرص جديدة للمبدعين وأصحاب المواهب تمكنهم من التواصل مع الشبكات الدولية المتخصصة في هذا المجال، إلى جانب دعم قوة السياحة الثقافية في الإمارة، والتعريف بمعالمها البارزة ومواقعها وأصولها الثقافية التي تشكل جزءاً من هويتها الإبداعية.

 

 

وتابعت: "سيسهم المؤتمر في تفعيل الحراك الثقافي والفني الذي تشهده دبي. وتعزيز تبادل المعرفة مع الخبراء والمختصين في هذا المجال، لاستشراف مستقبل الفنون الرقمية واستكشاف تأثيراتها على تشكيل فهمنا للمكان والهوية والانتماء للمجتمع".

 

 

وسيتيح الحدث للفنانين والباحثين والمتخصصين في مجالات الفنون الرقمية، مساحة واسعة لتبادل الأفكار والرؤى، ووضع أجندة عالمية تساعد على إيجاد أساليب جديدة للتعبير الفني، وتحفيز روح الابتكار لدى المهتمين بهذا المجال، وتشجيعهم على عرض إبداعاتهم أمام الجمهور، ما يسهم في تحقيق مفهوم الاستدامة التكنولوجية ودعم الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي.

 

 

وسيسلّط المؤتمر الضوء في نقاشاته على أربعة محاور رئيسية، هي: محور "نسج كوكبات رقمية" الذي يركز على مفاهيم المكان والهوية في العصر الرقمي، وكيفية إعادة تشكيل فهمنا للجغرافيا والهوية والمجتمع في عالم متعدد الأبعاد، فيما يناقش محور "حوارات بين العوالم" أهمية التبادل الثقافي والتعاون في السرد الإبداعي، وكيف يمكن للممارسات الفنية والأدوات الرقمية أن تصنع تجارب مشتركة عابرة للثقافات والتخصصات، بينما يتناول محور "مستقبلات بيئية – تكنولوجية" التفاعل بين الفن الإلكتروني والوعي البيئي، ومساهمة الأدوات الرقمية في معالجة القضايا البيئية الملحة، في حين يستعرض محور "عوالم مترابطة" العلاقة المتغيرة بين التكنولوجيا والتجربة الإنسانية، ودور التفكير الأخلاقي والفلسفي والاستشرافي في تشكيل ملامح المستقبل البشري.

 

 

وقال الأستاذ الدكتور مايكل ألين، مدير جامعة زايد بالإنابة: "يسرّنا أن نعلن عن شراكتنا مع "دبي للثقافة" لاستضافة "المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026"، الذي يُعدّ محطة مفصلية تؤكد مكانة دبي كمحور عالمي للفنون الرقمية والابتكار الإبداعي. من خلال هذا الحدث، نهدف في جامعة زايد إلى توفير مساحة تجمع نخبة من الفنانين والعلماء والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، لاستكشاف آفاق جديدة في الفنون الإلكترونية، وتعزيز التفاعل بين التكنولوجيا والإبداع. ويعكس الملتقى التزامنا العميق بتمكين الجيل القادم من القيادات الثقافية، ودفع عجلة التعاون متعدد التخصصات، وبناء مستقبل تُسهم فيه الفنون الرقمية في إحداث التغيير المجتمعي المستدام وتعميق الحوار الثقافي العالمي

 

 

نجم الياه

 

 

يُذكر أن شعار المؤتمر الدولي استلهم من "نجم الياه" الذي يعد أحد أهم النجوم في سماء المنطقة العربية، ويشار إليه بـ "نجم الشمال"، وشكل على مدار قرون مصدر إلهام للرحالة والرواة، واستخدم دليلاً للملاحة في البر والبحر، وتم اختياره شعاراً للمؤتمر الدولي بهدف استكشاف نقاط التقاء الفنون الرقمية والإلكترونية بالذكاء الاصطناعي، وتقديم رؤية استشرافية لقطاع الفنون الرقمية.

 

جمعة, 30/05/2025 - 15:18