
(وكالة الوئام الوطني- افتتاحية)/ نادرا ما يتولى الشخص، أي شخص، مسؤوليات قيادية ويغادرها فيبقى أثره الطيب شافعا له، وتظل خيوط العلاقات التي نسجها كما هي، فيحتفظ له الكل بالود، ويبقى تعاملهم معه وتقديرهم له كما لو كان في منصبه القيادي لم يبرحه.
ذلك هو ما تحقق لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال وبعد ترؤسه للاتحاد الافريقي، الذي غادر قيادته دوريا، كما تفرض ذلك قوانين الاتحاد، وبقي فيها فعليا بسبب ما راكمه من إنجاز ودبلوماسية وخُلق.
وبمجرد أن لاح في الأفق شغور منصب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، بسبب نهاية مأمورية رئيسه السنغالي، والاستعداد لاستقبال ملفات المرشحين الجدد لخلافته، قرر ولد الشيخ الغزواني استثمار علاقاته وجهوده في خدمة الاتحاد الإفريقي لتظفر موريتانيا بهذا المقعد الهام على المستويين القاري والعالمي، خاصة في الأوساط المالية.
وحتى لا تستنفد موريتانيا جهودها وطاقاتها في تسويق مرشح قد لا يكون مقنعا في كفاءته وسيرته المهنية، اختار رئيس الجمهورية، الخبير الاقتصادي الكفء الدكتور سيدي ولد التاه، وزير المالية الأسبق، ورئيس المصرف العربي للتنمية في أفريقيا سابقا، ليكون المرشح القوي الذي يستحق استثمار الجهود والعلاقات من أجل إنجاحه، ولتحسب نجاحاته المنتظرة في تسيير البنك ودعم تنمية دول القارة، لموريتانيا، مما يعزز مصداقيتها وفرص حضورها في المناصب العليا قاريا وأمميا.
ونظرا لأهمية المنصب وشراسة المنافسة، قرر رئيس الجمهورية الإشراف بنفسه على سير حملة المرشح، كما تابعها الوزير الأول المختار ولد اجاي، وتولى تنفيذها وزير الاقتصاد والمالية سيد أحمد ولد ابوه، الذي تولى رئاسة ما عرف بلجنة حملة ولد التاه المعينة من قبل رئيس الجمهورية، الذي تواصل مع عواصم مؤثرة في القرار، حتى آخر لحظة من زمن المنافسة وسير الإقتراع، لتتوج تلك الجهود بفوز ولد التاه برئاسة البنك، وقد أرجع الفضل، في تصريح له عقب لقاء رئيس الجمهورية في القصر الرئاسي بنواكشوط ساعات قليلة بعد إعلان الفوز، إلى ما وصفه بالجهد الجبار الذي قامت به موريتانيا، ممثلة في شخص الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وكافة هياكل الدولة التي تم تسخيرها لتحقيق هذا الفوز غير المسبوق.
فبسبب الأثر الإيجابي الذي تركه ولد الشيخ الغزواني خلال ترؤسه للاتحاد الإفريقي، دخل مرشح موريتانيا، السيد سيدي ولد التاه، السباق وهو يحظى بدعم أفريقي غير مسبوق، فأظهرت نتائج الجولة الأولى أنه "مرشح أفريقيا" متقدما على مرشحين بدا واضحا أن قوتهم تأتي من خارج القارة، كما عبر عن ذلك مراقبون.
وبفعل حكمة وحنكة فخامة رئيس الجمهورية، استطاعت موريتانيا أن تتجاوز كل الصراعات الإقليمية والخلافات العميقة بين دول الساحل والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، ليجمع الطرفان على دعم مرشح الدكتور سيدي ولد التاه، والتصويت له.
لقد حصل مرشح موريتانيا لرئاسة البنك الإفريقي للتنمية على دعم أفريقي كبير في مختلف مناطق القارة، فضلا عن دعم غير مسبوق من طرف العديد من دول الثمانية الكبار اللذين يقودون سفينة اقتصاد العالم، وهو ما يؤكد النجاحات الكبيرة التي حققتها الدبلوماسية الموريتانية في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث استعادت موريتانيا التوازن في علاقتها مع العديد من الدول والمحاور الاقليمية والدولية، خاصة في العمقين العربي والإفريقي، فجاء هذا النجاح نتيجة منتظرة لجهد دبلوماسي كبير ومشرف.
وكالة الوئام الوطني للأنباء