العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد يكتب : أهنئكم يا فخامة الرئيس وحجا مبرورا ..

أهنئكم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالعيد واسأل ألله أن يرزقكم السعادة والعافية والعمر المديد والتوفيق والنجاح وحجا مبرورا وسعيا مشكورا..
 ليس كلامي من باب التملق ولا التزلف.. فلست سياسيا بعد خمس وثلاثين سنة من الخدمة في الصامتة الكبرى..ولست موظفا يرجو ترقية ولا تاجرا يخاف على مصالحه ولا زعامة تقليديةتنشد الحظوة لدى الدولة..وإنما انا مواطن بسيط من شعبكم العظيم..معجب بشخصكم الكريم واقدر ما قمتم وتقومون به من خدمات جليلة وجهود كبيرة من أجل الوطن.. 
سيدي الرئيس..
 يعجبني فيكم تواضعكم..ويصدق فيكم قول الشاعر:
ملأى السنابل تنحني بتواضع..والفارغات رؤوسهن شوامخ..
وقبل ان تصبحوا رئيسا للجمهورية وصلتم إلى أعلى رتبة في القوات المسلحة ما وصل إليها احد قبلكم في بلادنا ولا اظن انه سيحملها احد بعدكم مثلكم نظرا لكفاءتكم ووسع ثقافتكم باللغتين وانضباطكم وحبكم للجيش ونذركم لحياتكم من أجله فصدق فيكم قول المتنبي لسيف الدولة:
كلٌٍّ يريد رجالَه لحياته..يا من يريد حياتَه لرجالِه..
والجيشُ جيشُك غيرَ أنك جيشُه..في قلبِه ويمينِه وشمالِه..
وانتم اليوم رئيس منتخب بالاغلبية للمرة الثانية للجمهورية الإسلامية الموريتانية ..وتوليتم بجدارة وشرف ومفخرة لكم ولنا ولموريتانيا رئاسة الإتحاد الإفريقي .. فلعمري لو كان هذا حال غيركم لمسته الخيلاء وعامل الرجال بفظاظة وتعال..
ولكن معاذ الله..سيدي الرئيس..هذا ليس ديدنكم..وإنما حباكم الله بدلا من ذلك التواضع والأخلاق والحلم ..وهذا ما جعلكم محبوب الشعب الأول منذ خطوتكم الأولى نحو الرئاسة..وهذا سر أن من يزوركم في القصر من عتاة المعارضة يخرج وهو راض منزوع السلاح ..قال الله تبارك وتعالى:ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.....بالضبط كما فعلوا مع غيركم..
سيدي الرئيس .. انتم تعرفون جيدا شعبكم ولكن بعض شعبكم لا يعرفكم مع الأسف ولا يقدر قيمتكم ولا مزاياكم..فعندما وصلتم للحكم تضايق هذا البعض من انكم تتساهلون مع سلفكم..وفي مرحلة لاحقة قال انكم  قسوتم عليه حين امتنعتم منذ البداية إلى النهاية من التدخل في عمل العدالة ومن تعطيل حكم أصدره القضاء..!
ثم بعد ذلك قالوا إنكم تعملون احيانا بتوجيهات بعض الوزراء والضباط وعندما خلت يوم أمس باحة مسجد إبن عباس من هؤلاء في صلاة العيد..قالوا إنكم الوحيد في الدولة..!
يريدونكم تارة رجل اكشن.. يدمر ويبطش ويشن الحروب مع الدول المجاورة لاتفه الأسباب..!
ويريدونكم تارة أخرى رجلا عاطفيا متسامحا إلى درجة امر قوات الأمن بعدم التدخل لمنع المتظاهرين من البطش والعبث..او الوقوف في وجه القضاء وتعطيل احكامه من اجل الصداقة..!
لم يعرف هؤلاء مع الأسف قدركم وقيمة معدنكم وحكمتكم وبعد نظركم فاخطأوا في الحكم عليكم ولا محالة يوما ما سيعضون على اصابعهم ندما وحسرة..
سيدي الرئيس..
وصلتم إلى السلطة وقد سل الفرقاء السيوف والخناجر وتبادلوا نظرات من يوشك ان ينقض..وما زلتم بهم حتى هدأت نفوسهم وعادوا إلى رشدهم..
وصلتم إلى الحكم وقد عانت الطبقات الدنيا من الفقر وسوء الأوضاع فابتكرتم آلية لم بسبقكم إليها احد تمثلت في ضخ المليارات إلى المواطنين المتعففين العاطلين عن العمل مع وتوفير التغطية الصحية لصالحهم فحصلوا بذلك على فرصة للاستفادة من الدولة لم يحلموا بها قط من قبل.. وفي عهدكم زادت رواتب المتقاعدين واصبحت محترمة وشهرية..وزادت رواتب عمال الدولة فتعززت بذلك المكانة الاجتماعية للطبقة الوسطى..وتحسنت التغطية الصحية والتعليمية..وأصبحت الإدارة في متناول الجميع..
واليوم وانتم في أوج القوة لكونكم شرعيا منتخبون بحكم صناديق الاقتراع بكل نزاهة وشفافية مع إعتراف المجتمع الدولي والوطني بذلك.. ولكون اغلبية الشعب تساندكم ولكون الحكومة والقوات المسلحة وقوات الأمن ورجال المال والاعمال والزعامات التقليدية وأهل الحل والعقد كلهم معكم على قلب رجل واحد.. ومع ذلك دعوتم للحوار  ومددتم يدكم لكل الفرقاء بتواضع وحسن نية من اجل التشاور وتنقية الاجواء وصفاء النفوس والتعاون على البر والتقوى وعلى بناء موريتانيا ورفع التحديات.. 
شكرا جزيلا لكم سيدي الرئيس ..ومرحبا بكم في عودتكم الميمونة إلى أرض الوطن..
العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد

اثنين, 09/06/2025 - 13:12