
انطلقت، صباح اليوم الاثنين 07 يوليو 2025 على مستوى مختلف ولايات الوطن، امتحانات شهادة الباكالوريا بمشاركة 53117 تلميذا.
ويتوزع المترشحون لهذه الشهادة الذين تبلغ نسبة البنات من ضمنهم 56.37%، على 161 مركزا من ضمنها 70 مركزا على مستوى ولايات نواكشوط الثلاث.
وتعود بدايات شهادة الباكلوريا في موريتانيا إلى ما بعد الاستقلال (1960)، حين بدأت الدولة تبني منظومتها التعليمية على أنقاض النظام الاستعماري الفرنسي، الذي كان مقتصراً على النخب والمراكز الحضرية.
وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أصبحت شهادة الباكلوريا تمثل مرحلة انتقالية رئيسية نحو التعليم العالي، رغم محدودية الشُّعَب والتخصصات آنذاك، قبل أن يتم توسيع الشُعب العلمية والأدبية تدريجيًا، وتتنوع فروع الباكلوريا لتشمل: الرياضيات، العلوم الطبيعية، الآداب العصرية، والآداب الأصلية.
وخلال العقود الأخيرة، خضعت الباكلوريا لعدة إصلاحات تنظيمية، خاصة من حيث آلية التصحيح، وتوزيع المواد، وطرق المراقبة.
وتنال الباكلوريا أهميتها لدى الطلاب وعائلاتهم من كونها البوابة الرسمية الوحيدة للالتحاق بالجامعات الوطنية والمؤسسات العليا، مثل: جامعة نواكشوط، المعهد العالي، مدارس المهندسين، فضلا عن أهلية المتفوقين فيها للتسجيل في الجامعات العالمية، إذ تعتبر معيارًا أساسًا للحصول على المنح الدراسية في الخارج، خاصة في المغرب وتونس والجزائر وتركيا وفرنسا.
وتُعد الباكلوريا من أهم مراحل التقييم الشامل للطالب، وتُمثل غالبًا أول اختبار جاد لمستوى النضج العلمي والمنهجي.
وفي المخيلة الجمعية، تشكّل شهادة الباكلوريا عتبة رمزية للانتقال من الطفولة إلى الرشد الأكاديمي، وتحظى باحتفاء خاص في الأسر الموريتانية، كما تمثل، في بلد يشهد تفاوتًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرا، وسيلة لتحقيق الحراك الاجتماعي، خاصة لأبناء الطبقات الفقيرة.
وتُستخدم نسبة النجاح في الباكلوريا كمؤشر عام على أداء المنظومة التربوية، وتُثير دائمًا نقاشًا وطنيًا حول جودة التعليم.
ومن أبرز التحديات المرتبطة بالباكلوريا في موريتانيا:
1. ارتفاع نسب الرسوب:
• غالبًا ما تكون نسبة النجاح أقل من 30%.
2. التفاوت بين الريف والحضر:
• تظل النتائج أفضل في العاصمة نواكشوط والمدن الكبرى مقارنة بالمناطق النائية، مما يعكس فجوة تعليمية خطيرة.
3. التسريبات ومحاولات الغش:
• رغم الجهود التنظيمية، ما تزال بعض الدورات تُشوهها تسريبات أو ضعف في المراقبة.
4. ضعف الارتباط بسوق العمل:
• بعض الشعب لا تتماشى مع متطلبات التنمية الوطنية أو سوق العمل، ما يجعل النجاح في بعض شعب الباكلوريا مجرد شهادة عبور غير موجهة.
ورغم كل تلك التحديات، تبقى شهادة الباكلوريا في موريتانيا مرآة تعكس واقع التعليم الثانوي، وأداة استراتيجية لتمكين الشباب من مواصلة التعليم أو ولوج الحياة المهنية.. غير أن فعاليتها مرهونة بإصلاح جذري لمنظومة التعليم، وضمان تكافؤ الفرص، ومواءمة المخرجات مع حاجات البلاد.
وكالة الوئام الوطني للأنباء


.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)