حدث وتعليق/ “مأمورية الشباب”.. منهج حقيقي لبناء المستقبل

احتفلت وزارة الاقتصاد والمالية، أمس الجمعة في العاصمة نواكشوط، باليوم العالمي للسكان لعام 2025، في فعالية رسمية أقيمت تحت شعار "تمكين الشباب أولوية وطنية لبناء الأسر وتحقيق التنمية"، دعما لتنمية رأس المال البشري.

وأكدت الحكومة أن استراتيجية الشباب (2024–2030) ترتكز على تعزيز التعليم، الصحة، الحماية الاجتماعية، مع تخصيص اعتمادات مالية قوية لذلك، فضلا عن التنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة لضمان شمولية تنمية رأس المال البشري عبر سياسات مستدامة.

وتركّز مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الجارية، والمعروفة ب“مأمورية الشباب”، على دعم وتمكين هذه الفئة الحيوية عبر برامج استراتيجية طموحة وملموسة من خلال هيكلة مؤسساتية جديدة ومكانة رفيعة للشباب على رأسها استحداث وزارة تمكين الشباب والتشغيل والخدمة المدنية، والتي ارتقت مكانتها البروتوكولية لتُعامل كمكون حكومي أساسي، متقدمة على وزارات رفيعة المستوى.

وتضم الحكومة الحالية عددا معتبرا من الوزراء الشباب، في إشارة واضحة إلى جدية الحكومة في إشراك الشباب في المسؤوليات العليا.

وفي مجال التكوين المهني وربطه بسوق العمل، تضاعف عدد مقاعد التكوين المهني من نحو 4 000 (2018–2019) إلى نحو 19 000 في 2024–25، محققًا نموًا وصل 40% منذ بداية المأمورية. 

ووقعت الحكومة اتفاقيات مع اتحاديات أرباب العمل لتحديد حاجيات السوق وإعداد 8 000 شاب (ستة آلاف منهم في 2025)، كما أنشأت برامج لتعزيز السلوك المدني والإعداد البدني ضمن التكوين بالتعاون مع وزارة الدفاع.

وخلقت الحكومة فرص عمل وقدمت تمويلات ذكية، حيث مولت، من أغسطس 2024 حتى أكتوبر من نفس العام، 1 099 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، و1 169 نشاطًا مدرًا للدخل، إضافة إلى دعم 152 مشروعًا قائمًا. 

كما مولت 400 مشروع صغير في نوفمبر 2024، دعما للتشغيل والتدريب، فضلا عن إعداد برامج مستهدفة لخلق 200 موطن شغل في الزراعة، ومولت 400 مشروع في ولايات عدة، إضافة إلى مشاريع نقل حضري ونشاطات في الصيد والتنمية الحيوانية.

وكذلك، تم إعداد شباك خاص بدعم ريادة الأعمال خاصة للشباب والنساء، مع معايير شفافة لاختيار المستفيدين.

وفي مجال التشغيل المدني والخدمة التطوعية، تم إطلاق برنامج تجريبي للخدمة المدنية التطوعية، يسعى لتعبئة المئات من الشباب، ضمن برنامج لتقوية روح المواطنة وتعزيز الخبرة المجتمعية.

وفي المنظور القريب، تسعى الحكومة إلى تطوير البنية التحتية الرياضية (صالات، ملاعب، وفضاءات في الولايات)، ودعم الأكاديميات الرياضية والمواهب.

كما ان الحكومة تنوي إنجاز دراسة لإنشاء صندوق وطني لتطوير الرياضة والبنى التحتية لاستضافة بطولات إفريقية، مما يفتح آفاقًا لتمكين الشباب عبر ممارسة الرياضة وتنمية المهارات المرتبطة بها.

وتعد جهود الحكومة في “مأمورية الشباب” خطوة رائدة واستراتيجية نحو تفعيل دور الشباب كمكون أساسي للتنمية.

وبهذا المقاربة، يبدو النظام قادرا على ترسيخ مفهوم “مأمورية الشباب” ليس كشعار بل كمنهج حقيقي لبناء المستقبل.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

سبت, 12/07/2025 - 21:23