
تشهد العلاقات الموريتانية المغربية، في ظل قيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وجلالة الملك محمد السادس، تطورا لافتا يتميز بالهدوء، والنضج، والتوجه العملي نحو تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
وتتجلى مؤشرات متانة هذه العلاقات بين البلدين الشقيقين والجارين في تبني قائدي البلدين مقاربة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مما عزز مناخ الثقة السياسية بين البلدين.
كما تتميز قيادة البلدين بالحكمة والهدوء في إدارة العلاقات الثنائية، بما يخدم الاستقرار الإقليمي ويجنب التوترات.
وفي مجال التعاون السياسي والدبلوماسي المتين، شهدت العلاقات الموريتانية المغربية خلال السنوات الأخيرة تبادلا دبلوماسيا نشطا، تميز بزيارات متبادلة بين المسؤولين وفتح قنوات حوار على أعلى المستويات، فضلا عن حرص نواكشوط والرباط على تنسيق المواقف في المحافل الإقليمية والدولية، خصوصا في القضايا المتعلقة بالاستقرار في منطقة الساحل والفضاء المغاربي.
ويشهد التنسيق الاقتصادي والتجاري بين البلدين تناميا ملحوظا ومتصاعدا، حيث يعد المغرب من أهم الشركاء التجاريين لموريتانيا، وهو ما يلاحظ في النمو المتواصل لحركة التبادل التجاري بين البلدين، لا سيما عبر المعبر الحدودي “الگَرگرات”.
وتنشط الشركات المغربية في قطاعات متعددة بموريتانيا مثل:
• البنية التحتية
• البنوك والتأمين
• التعليم العالي والتكوين المهني
• النظافة
ويصدّر المغرب إلى موريتانيا منتجات غذائية وصناعية، فيما تستورد منه موريتانيا موادا استهلاكية وأدوية ومعدات.
وفي إطار الروابط الثقافية والروحية الضاربة في عمق التاريخ، يجمع بين الشعبين تاريخ مشترك، ودين واحد، وانتماء إلى الفضاء العربي الإفريقي، فضلا عن الروابط الصوفية والعلمية، التي تشكل رافدا روحيا وثقافيا متينا.
ويتلقى آلاف الطلبة الموريتانيين تعليمهم في الجامعات المغربية، بدعم حكومي مغربي متواصل.
ورغم شح المعلومات المتوفرة حول التعاون الأمني والاستراتيجي بين موريتانيا والمغرب، إلا أن هناك مؤشرات على تنسيق أمني واستخباراتي بين البلدين خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ومحاربة الهجرة غير النظامية والتهريب، وحماية الحدود.
ويرى المحللون الاقتصاديون أن هنالك فرصا واعدة لتعميق التكامل الاقتصادي بين البلدين في مجالات الزراعة، الطاقة، والصيد البحري، وكذلك فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، علاوة على استفادة موريتانيا من التجربة المغربية في الرقمنة، الإدارة، والطاقات المتجددة.
ويجمع الملاحظون على أن العلاقات الموريتانية المغربية، في عهد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وجلالة الملك محمد السادس، تعيش فترة ازدهار ونمو إيجابي، تتسم بالحكمة والاحترام المتبادل، وتقوم على أسس متينة من التاريخ المشترك، والتعاون الاقتصادي، والتواصل الثقافي، والتنسيق السياسي.
ومع استمرار هذا النهج المتزن، تبدو الآفاق واعدة نحو شراكة استراتيجية أعمق، تُسهم في تثبيت الاستقرار الإقليمي، وتعزيز التكامل المغاربي الذي طال انتظاره.
*- المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء

.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)