
الوئام الوطني : في خطوة تعكس إرادة سياسية قوية وجادة لتكريس التنمية المتوازنة وتعزيز الاقتصاد الوطني، أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على تدشين ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الحيوية في مدينة نواذيبو، العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وقد شملت هذه المشاريع قطاعات المياه، الصناعة، البنية التحتية، التعليم التكنولوجي والاتصال الدولي.
يأتي تدشين مشروع تعزيز تزويد نواذيبو بالمياه الصالحة للشرب كاستجابة مباشرة لأحد أبرز التحديات التي واجهت المدينة لعقود.
ويُعد هذا المشروع نقطة تحول جوهرية في مسار تحسين جودة حياة السكان، وتأمين احتياجات القطاعات الاقتصادية الحيوية، وعلى رأسها الصيد البحري والصناعات المرتبطة به.
إن توفير المياه في مدينة نواذيبو بشكل مستدام لا يعزز فقط من الاستقرار الاجتماعي، بل يشكل أيضا شرطا أساسيا لنجاح الاستثمارات الصناعية والاقتصادية في المدينة.
كما يمثل تدشين المجمع الصناعي لتحويل وتثمين أسماك السطح نقلة نوعية في استراتيجية الدولة للتحول من اقتصاد ريعي يعتمد على تصدير المواد الخام إلى اقتصاد إنتاجي يخلق القيمة المضافة داخل الوطن. ومن المنتظر أن يسهم المجمع في خلق مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى زيادة عائدات البلاد من قطاع الصيد.
هذا المشروع يعزز توجه البلاد نحو تنويع الاقتصاد، وتقوية سلاسل الإنتاج والتصنيع الوطني، خصوصا في مدينة نواذيبو التي تشكل رئة بحرية للبلاد.
وفي إطار تطوير البنية التحتية الداعمة للتبادل التجاري الإقليمي والدولي، تم وضع حجر الأساس لإعادة تأهيل الرصيف التجاري بميناء نواذيبو.
ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز مكانة المدينة كميناء محوري قادر على استقبال السفن الكبرى، بما يفتح آفاقا واسعة لتحويل نواذيبو إلى مركز لوجستي إقليمي يخدم منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
كما يعكس المشروع رؤية الحكومة في جعل موريتانيا صلة وصل بحرية وتجارية بين القارات الثلاث: إفريقيا، أوروبا، وأميركا الجنوبية.
وفي بُعد استراتيجي آخر، شهدت الزيارة الرئاسية وضع حجر الأساس لمدرسة التكنولوجيا الحديثة والمعلومات والاتصالات (ENTIC)، في خطوة تؤكد التزام الدولة ببناء رأسمال بشري معرفي قادر على مواكبة متطلبات العصر الرقمي.
هذه المدرسة ستشكل منصة لتكوين أجيال من الكفاءات في مجالات حيوية كالهندسة المعلوماتية، الذكاء الاصطناعي، وأمن الشبكات، ما يسهم في تعزيز السيادة الرقمية لموريتانيا ويدعم مسار التحول الرقمي الذي أطلقته الحكومة.
ويعتبر أحد أكثر المشاريع رمزية واستراتيجية خلال هذه الزيارة، وضع حجر الأساس للكابل البحري الدولي للألياف البصرية “EllaLink”، الذي سيربط موريتانيا بالشبكة الرقمية العالمية عبر المحيط الأطلسي.
ويمثل هذا المشروع قفزة تكنولوجية كبيرة للبلاد من حيث زيادة سرعة الإنترنت وخفض تكاليفه، إضافة إلى جذب الاستثمارات الرقمية، مثل مراكز البيانات والشركات الناشئة، وهو ما سيجعل من موريتانيا نقطة اتصال رقمية دولية.
وتعكس المشاريع الهامة، التي أُطلقت في مدينة نواذيبو خلال زيارة رئيس الجمهورية، رؤية تنموية متكاملة، تنطلق من معالجة التحديات الأساسية للمدينة، وتصل إلى تأسيس مقومات نهضة اقتصادية مستدامة تقوم على تعزيز الأمن المائي والتصنيع، واللوجستيات، والتعليم الرقمي، والسيادة الاتصالية.
ويمكن القول إن مدينة نواذيبو تقف اليوم على عتبة تحول كبير نحو أن تكون قطبا اقتصاديا حيويا في المنطقة، بفضل خطة مدروسة وإرادة سياسية واضحة يقودها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ضمن برنامج وطني يسعى لتكريس الإنصاف في توزيع الثروة والتنمية عبر مختلف ربوع الوطن.
وكالة الوئام الوطني للأنباء




.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)