
نظمت سفارة المملكة المغربية الشقيقة في نواكشوط، مساء الأربعاء، حفلاً رسمياً بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، الذي يُخلد لتربع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه المنعمين.
وقد جرى الحفل بحضور رسمي موريتاني رفيع، ضم معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، السيد محمد سالم ولد مرزوك، ومعالي وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب بنت أحمدناه، ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد يعقوب أمين، إلى جانب المدير العام للأمن الوطني، ومستشارين برئاسة الجمهورية، وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين في نواكشوط، وممثلين عن الهيئات الدولية، وشخصيات مدنية وعسكرية، وأعضاء من الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا، ولفيف من الإعلاميين والمجتمع المدني.
وبهذه المناسبة، ألقى سعادة سفير صاحب الجلالة، السيد حميد شبار، كلمة استعرض فيها أهم محطات الإنجاز التي عرفتها المملكة المغربية خلال 26 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، مبرزًا الإصلاحات الكبرى التي شهدتها المملكة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.
وأكد السفير أن المغرب استطاع، خلال هذه الفترة، أن يحقق نهضة تنموية شاملة أهلته لاحتلال موقع ريادي في إفريقيا والعالم العربي، بفضل رؤية ملكية استشرافية عمادها الاستقرار السياسي والإصلاح الاقتصادي والانفتاح الدبلوماسي، مشيرًا إلى أن المملكة تحولت إلى منصة صناعية ولوجستية رائدة، وبرزت كمُصَدِّر أول للسيارات وقطع غيار الطائرات على الصعيدين الإفريقي والعربي.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، نوّه السفير شبار بسياسة جلالة الملك الخارجية القائمة على الحكمة والتوازن، مبرزًا المكانة المتميزة التي باتت تحتلها المملكة على الساحة الدولية، والدعم المتزايد الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، والتي تعتبرها نحو 120 دولة، من بينها ثلاث من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، الحل الجدي والواقعي لهذا النزاع الإقليمي.
وفي الشق الإفريقي، سلط سعادة السفير الضوء على المبادرات الاستراتيجية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، من ضمنها مشروع أنبوب الغاز النيجيري-المغربي، ومبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، والمبادرة الملكية الأطلسية، مشددًا على الأثر التنموي الكبير لهذه المشاريع على القارة الإفريقية.
كما أشاد بالإنجازات المحققة في مجال الدبلوماسية الثقافية والرياضية، لا سيما في ظل استعداد المملكة لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم 2030، إلى جانب افتتاح المقر الإقليمي الإفريقي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بمدينة الرباط.
وفي سياق الحديث عن العلاقات الثنائية، أكد سعادة السفير أن العلاقات المغربية الموريتانية تشهد تطورًا متسارعًا في مختلف المجالات، مستلهمة من الروابط التاريخية والدينية والجغرافية التي تجمع الشعبين الشقيقين، ومن إرادة قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في الارتقاء بهذه العلاقات إلى شراكة نموذجية.
وأشار في هذا السياق إلى اللقاء الأخوي الذي جمع الزعيمين في الدار البيضاء في ديسمبر 2024، والذي أعطى دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وتم خلاله التأكيد على ضرورة تطوير مشاريع استراتيجية ومهيكلة تربط البلدين، من بينها مشروع الربط الكهربائي، ومشروع أنبوب الغاز، ومشاريع الربط الطرقي والبحري والجوي، بالإضافة إلى التعاون المالي من خلال مواكبة بورصة الدار البيضاء لمشروع إنشاء بورصة في نواكشوط.
وأوضح السفير أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تعززت بشكل ملحوظ، حيث يعتبر المغرب أول مورد لموريتانيا وأول مستثمر إفريقي بها، مشيرًا إلى الحضور القوي للشركات المغربية في قطاعات حيوية مثل الاتصالات، والأبناك، والمحروقات، والإسمنت، ومواد البناء، بالإضافة إلى استثمارات جديدة في مجالات النظافة والطاقة والزراعة والتعدين.
كما نوه بتنظيم فعاليات اقتصادية مشتركة مثل "أسبوع المغرب في موريتانيا" ومنتدى التعاون البرلماني الاقتصادي المغربي الموريتاني، التي شكلت منصة لتعميق الشراكة بين رجال الأعمال والمؤسسات من البلدين.
وفي ختام كلمته، عبر السفير المغربي عن اعتزازه بحيوية العلاقات الثقافية بين البلدين، مستعرضًا دور المركز الثقافي المغربي بنواكشوط، وجهود مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في تعزيز الروابط الروحية والثقافية، كما أثنى على اندماج الجالية المغربية في المجتمع الموريتاني، موجها شكره للسلطات الموريتانية على دعمها المتواصل لهم.
وقد اختُتم الحفل في أجواء احتفالية تخللتها وصلات موسيقية، وتبادل للتهاني، وسط إشادة الحضور بطبيعة العلاقات الأخوية الراسخة بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية








.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)