واد الناقة: مهرجان إگرم الثقافي يختتم فعالياته وسط تظاهرة فكرية وثقافية مميزة (تقرير مصور)

شهدت قرية إگرم بمقاطعة واد الناقة الليلة البارحة اختتام فعاليات المهرجان الثقافي الذي نظمته المنسقية العامة لأولاد يعقبنلل، في تظاهرة ثقافية وفكرية أضحت مع مرور السنوات موعدًا ثابتًا على أجندة المنطقة، ومختبرًا حيًا لصيانة الموروث الثقافي وتعزيز الوعي العلمي والفكري لدى الأجيال.

وقد تميز الحفل بحضور رسمي وأكاديمي لافت، حيث حضر حاكم مقاطعة واد الناقة السيد عبد الله ولد أحمد زين، والنائب السالك ولد حادن، وعمدة بلدية آوليگات السيد محمد سالم ولد مودي، وعمدة بلدية واد الناقة السيد لمرابط ولد اعل زين، إضافة إلى كوكبة من الباحثين والعلماء والمفكرين الذين أثروا الساحة الثقافية ببحوثهم وعطائهم. ومن أبرزهم: الدكتور يحي ولد البراء، الذي يصفه العلامة المرابط محنض باب ولد أمين بـ"عالم بني ديمان"، إلى جانب الدكتور محمد سالم ولد الصوفي والدكتور سيدي أحمد ولد الأمير، والدكتور التقي ولد الشيخ، والدكتور يعقوب ولد اليدالي، والدكتور أبوبكر ولد أحميد، وغيرهم من الشخصيات الفكرية والاعتبارية.

وقد افتتح الحفل السيد خطاري ولد أحمدين بكلمة رحّب فيها بالحضور، مبرزًا القيمة الرمزية والمعرفية لهذا المهرجان الذي انطلق بجهود شباب القرية، لينمو عامًا بعد عام حتى أضحى اليوم منصة راسخة تجمع بين الشعر والفكر والتاريخ.

وتخللت الأمسية الثقافية إلقاءات شعرية ومحاضرات علمية قيّمة، ستظل وثيقة حيّة على غنى الثقافة الموريتانية، وسيتم نشر كل واحدة منها على حدة على هذه الصفحة لتعمّ الفائدة.

إن مهرجان إگرم الثقافي غدا نافذة مفتوحة على ضوء الذاكرة، وفسحة يلتقي عندها عبق الماضي بأحلام الحاضر وتطلعات المستقبل. إنه موعد للأجيال مع الكلمة الصادقة، واللحن العذب، والفكر المتوهج، حيث تتعانق الأصوات الشعرية مع وهج المحابر، ويغدو المكان ساحة للروح قبل أن يكون منصة للخطاب.

وهكذا، يظل هذا المهرجان شاهدًا على أن الثقافة تفيض من وجدان الأمة وتزهر في ذاكرة الشعب، وحين تحتضنها القرى كما المدن، فإنها تؤكد أن جذوة الإبداع ستظل متقدة، مهما تبدلت الأزمنة وتعاقبت المواسم.
لي عودة إلى الموضوع بتفاصيل أكثر إن شاء الله.