
في خطوة وُصفت بالتحول الجوهري في القطاع الصحي الوطني، وضع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، حجر الأساس لمشروع مستشفى الملك سلمان الجامع في قلب العاصمة نواكشوط، على مساحة المطار القديم، الذي طالما شكل رمزا للماضي، ليُعاد إحياؤه اليوم كموقع لمستقبل صحي جديد.
ويمثل هذا المشروع، الممول من الصندوق السعودي للتنمية بـ70 مليون دولار، نقطة تحول استراتيجية في البنية التحتية الصحية للبلاد، ليس فقط من حيث الحجم والإمكانات، بل أيضا من حيث رمزية الشراكة الموريتانية السعودية المتنامية في مجالات تتعدى الاقتصاد والسياسة، لتشمل التنمية البشرية والخدمات الأساسية.
وتبلغ مساحة المستشفى 66 ألف متر مربع، ويتألف من ستة طوابق تجمع بين التخصصات الطبية والجراحية المختلفة.
ويضم المشروع 308 أسرّة، منها:
262 في أقسام التنويم
22 للحالات المستعجلة
24 لقسم غسيل الكلى
5 غرف مهيأة لكبار الشخصيات
12 غرفة عمليات حديثة
قسم أشعة متطور يحتوي على:
- جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي
- جهازي سكانير
- جهاز تصوير بالصدى
- جهاز تصوير الثدي
- جهاز الأشعة السينية
كما يشمل المستشفى مختبرات، صيدلية مركزية، مسجد، مرافق لتغسيل الموتى، ومدرجا للمحاضرات والتكوين الطبي، في دلالة على وظيفته الجامعية والتعليمية إلى جانب تقديم الخدمات الصحية.
ويمثل إنشاء مستشفى بهذا الحجم والتجهيز في قلب العاصمة تعزيزا للسيادة الصحية، من خلال تقليص الاعتماد على السفر للعلاج في الخارج، وتوفير خدمات متخصصة داخل البلاد، ورفعا لجودة التكوين الطبي، إذ أن وجود مدرجات تعليمية ومرافق تدريب متقدمة سيرفع من كفاءة الطواقم المحلية.
كما يمثل استثمارا استراتيجيا في الإنسان، كأحد أركان رؤية موريتانيا نحو تنمية شاملة ومستدامة، فضلا عن كونه تجسيدا لشراكة تنموية نوعية، تعكس عمق العلاقات بين موريتانيا والمملكة العربية السعودية، وتوظف التعاون الثنائي في مشاريع تمس حياة المواطن بشكل مباشر.
إن اختيار المطار القديم كموقع للمستشفى، يحمل في طياته بعدا رمزيا لا يمكن تجاهله؛ إذ يتحول معلم من معالم التاريخ الحديث لنواكشوط إلى نقطة انطلاق لنهضة صحية جديدة. ويعيد هذا التوظيف الحضري الاعتبار لهذا الفضاء وسط العاصمة، في إطار رؤية شاملة لإعادة تهيئة وتوظيف المساحات الحضرية بشكل يخدم احتياجات السكان المتزايدة، كما أنه يمثل نقطة التقاء بين المقاطعات ذاك الكثافة السكانية التي تحوي معظم الطبقات الهشة في مدينة نواكشوط، ويقع في موقع قريب من مداخل العاصمة الثلاث للقادمين من مختلف ولايات الداخل بغرض العلاج.
ويُعد مستشفى الملك سلمان الجامع أحد أكبر الاستثمارات الصحية في تاريخ موريتانيا الحديث، من حيث الحجم، التخصص، والتمويل. وهو خطوة نحو إصلاح النظام الصحي الوطني، خاصة أن الظروف مهيأة لربطه بإصلاحات أخرى تشمل تحسين شروط عمل الأطباء، وتوسيع التغطية الصحية، وتحسين الولوج إلى الخدمات في المناطق النائية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء


.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)