
تنتشر الخرافات في المجتمعات على مر العصور مع اختلاف الوسائل، وفي العصر الحديث يتخذ البعض التقدم التكتولوجي ووسائل التواصل الحديثة كأداة لنشر الأكاذيب والخرافات التي من شأنها إثارة الكراهية والبغض بين الناس.
وفي مقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، بعنوان «أسلحة مقاومة الخرافة» يؤكد على أن الله سبحانه وتعالى قد منحنا العديد من الأسلحة، لمقاومة كل أنواع الخرافة، أولها الإيمان بالله إيمانًا صادقًا، ويقينًا لا يتزعزع بأن نؤمن بما أمرنا الله به، ونثق ثقة مطلقة فيما وعدنا في قوله سبحانه: «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» (التوبة:51).
الإيمان بأن الله هو الحافظ
ويضيف: ثم يطمأننا بقوله سبحانه: «وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (يونس:107).
ويوضح المفكر الشرفاء أن الله سبحانه أمرنا بقراءة (المعوذتين: سورة الفلق / وسورة الناس)، ولكن الأمر فوق ذلك يتطلب إيمانًا يقينيًا لما سبق من آيات كريمة بأن الله وحده هو الحافظ، تأكيدًا لقوله: «فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».
نشر الأكاذيب والخرافات
ويشير إلى أن من لديهم زيغ أو شك في الإيمان واتبعوا خرافات وأساطير الموروثات، فسيظلون يعيشون في شقاء، حتى يرجعوا إلى الله ويؤمنوا به. مؤكدًا أن عليهم الاستعاذة بالله من وساوس الشياطين من الإنس والجن، ومن يتبعهم ويقتفي أثرهم ويصدق أكاذيبهم، فقد أشرك بالله وخسر دينه دنيا وآخرة.
ويلفت المفكر عي الشرفاء أن التصديق بتلك الخرافات فتح سوقًا للدجالين لاستغفال الناس، والذين في قلوبهم شك في قدرة خالقهم على حمايتهم وحفظهم من كل مكروه.
الخرافة تغيب العقول
ويقول مستنكرًا: فكم تسببت الخرافة والروايات الموروثة في تغييب العقول لدى المسلمين، لتجعلهم يعيشون في الجهل والتخلف والفقر، والاعتماد على البشر، وينسون خالق البشر. وقد قال النبي إبراهيم وهو يدعو الله سبحانه بقوله: «الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)» (الشعراء).
ويذكر أن ذلك هو التسليم الكامل لله الواحد الأحد الفرد الصمد، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)» (الشعراء).
وعد الله تعالى لعباده المخلصين
وفي ختام مقاله يؤكد المفكر علي الشرفاء الحمادي، وعد الله سبحانه وتعالى لعباده المخلصين بأن يحفظهم ويذهب عنهم الحزن ويشفيهم من أمراضهم ويرزقهم من حيث لا يحتسبون إذا آمنوا به حق الإيمان، ويجعلهم من الأبرار الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون إذا تمسكوا بكتابه واتبعوا رسوله بما نقله عن ربه من آيات بينات في قرآن مبين.


.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)