
يمثل الإعلان عن سلامة الصحفي الموريتاني محمد فال الشيخ الرباني، المشارك في أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة، خطوة مهمة تعكس يقظة وتحرك السلطات الموريتانية في الدفاع عن مواطنيها في الخارج، خصوصا في الظروف المعقدة التي تحيط باعتقاله من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفق البيان الصادر على صفحة الصحفي، فقد بادرت وزارة الشؤون الخارجية الموريتانية إلى القيام باتصالات دبلوماسية مكثفة منذ الساعات الأولى لاعتقاله، بالتنسيق مع محاميه الأستاذ محمد المامي مولاي اعل، وبمؤازرة زملائه الإعلاميين ومنظمات دولية.
وقد أثمرت هذه الجهود عن تأكيد وجود ولد الشيخ ضمن طاقم المعتقلين في مدينة أسدود المحتلة، والتحقق من سلامته عبر القنوات الرسمية.
هذا التحرك يعكس وعيا مؤسسيا بأهمية حماية المواطن الموريتاني أينما كان، ويبرز حرص الدولة على أن يكون حضورها الدبلوماسي فاعلا في القضايا الإنسانية التي تتصل بكرامة مواطنيها.
مشاركة الإعلامي محمد فال الشيخ في أسطول كسر الحصار لم تكن مجرد رحلة مهنية، بل موقفا إنسانيا تضامنيا مع غزة. ومن هنا، فإن اعتقاله من طرف الاحتلال الإسرائيلي لم يكن حدثا عاديا، بل قضية ذات صدى وطني وعربي واسع.
وفي هذا السياق، أظهرت موريتانيا من خلال تحركها الدبلوماسي أنها تنظر إلى مواطنيها باعتبارهم سفراء لرسالتها الإنسانية والسياسية، وأنها قادرة على توظيف قنواتها للتأثير حتى في القضايا الأكثر حساسية.
البيان أشار إلى أن السلطات الإسرائيلية سمحت للمحامين بالدخول إلى المعتقلين، لكن التعقيدات الأمنية وكثرة الموقوفين عطلت خروجهم.
هذه التفاصيل تكشف أن الملف يتجاوز الإجراءات القانونية البسيطة، إلى معركة دبلوماسية وسياسية تتطلب صبرا وحنكة في إدارة التفاوض.
وفي هذا الإطار، فإن وزارة الخارجية الموريتانية باشرت اتخاذ الإجراءات اللازمة لترحيل الصحفي إلى موريتانيا عبر المملكة المغربية، ما يدل على تنسيق إقليمي مدروس لتجاوز العوائق اللوجستية والقانونية.
إن هذه الجهود تكتسي بعدين أساسيين، أولهما تعزيز ثقة المواطن الموريتاني في دولته، والإحساس بأن كرامته وحقوقه محل اهتمام وحماية حتى خارج الحدود.. وثانيهما تأكيد حضور موريتانيا الفاعل في القضايا الإنسانية، وتعزيز صورتها كدولة لا تتخلى عن مواطنيها، وتدافع عن حرية التعبير وقيم التضامن مع الشعوب المظلومة.
إن متابعة السلطات الموريتانية لقضية الإعلامي محمد فال الشيخ الرباني تمثل نموذجا إيجابيا للدبلوماسية الوقائية، التي لا تكتفي برصد الأحداث بل تتحرك لحماية مصالح وكرامة المواطنين.
ورغم تعقيدات الملف، فإن ثبات الموقف الموريتاني وجهود المحامي ووساطة الإعلاميين والمنظمات الدولية، تشكل كلها عوامل مؤثرة في اتجاه الإفراج القريب عنه.
وبذلك، فإن هذه القضية لم تعد مجرد حدث فردي، بل تحولت إلى رسالة سياسية وإنسانية تؤكد أن موريتانيا، رغم التحديات، قادرة على أن تكون حاضرة ومؤثرة في حماية مواطنيها وقضايا أمتها.
وكالة الوئام الوطني للأنباء


.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)