
على أبواب افتتاح العام الدراسي الجديد... وبمناسبة اليوم العالمي للمعلم، وجّه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني تحية تقدير واعتزاز إلى جميع المعلمين والمعلمات، مؤكدا في تغريدة بالمناسبة أنهم “يقفون اليوم على أعتاب العام الرابع من مسيرة المدرسة الجمهورية، التي تُعزّز القيم والمبادئ وتصنع الإنسان وتنهض بالمجتمع”.
رسالة الرئيس حملت في طياتها أكثر من مجرد تهنئة رمزية؛ فقد جاءت لتؤكد على مركزية التعليم في مشروعه المجتمعي، وتجدد الالتزام بالرهان على المعلم باعتباره حجر الزاوية في بناء دولة العدالة وتكافؤ الفرص.
ومنذ توليه مقاليد الحكم عام 2019، جعل الرئيس الغزواني من إصلاح التعليم أولوية وطنية، باعتباره المدخل الحقيقي لأي نهضة تنموية شاملة.. وقد تجسد ذلك في المدرسة الجمهورية، التي أرادها فضاء موحدا يجمع أبناء الوطن على قيم المواطنة والمساواة، وينهي مظاهر التفاوت والتمييز في المنظومة التربوية.
ويأتي الاحتفاء بالمعلم هذا العام في سياق مرحلة متقدمة من هذا المشروع، حيث بدأ المواطن يلمس نتائج ملموسة على الأرض، سواء في تحسين ظروف المدرسين أو في تطوير البنية التحتية التعليمية.
لم تقتصر جهود الدولة على الخطاب، بل ترجمتها إلى إجراءات عملية تمسّ جوهر حياة المعلمين ومهنتهم.
فقد تمّت زيادة رواتب المدرسين بشكل غير مسبوق منذ عقود، واستُجيب لكثير من مطالب النقابات التعليمية التي ظلت تراوح مكانها لسنوات.
كما أطلقت وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي عدة اكتتابات جديدة لتعزيز الكادر البشري، شملت مئات الأساتذة والمعلمين، في خطوة تهدف لسد النقص المزمن في الطواقم التربوية.
وفي الجانب البنيوي، برز دور المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر”، التي أنشأت وجهزت مئات المدارس في العاصمة نواكشوط وفي مختلف ربوع الوطن، مساهمة في توسيع قاعدة الولوج إلى التعليم الجيد وتحقيق العدالة المجالية.
وحين تحدث الرئيس الغزواني عن المعلمين بأنهم “يصنعون الإنسان وينهضون بالمجتمع”، فقد أحال إلى جوهر المدرسة الجمهورية التي تراهن على العدالة التعليمية كشرط لبناء الإنسان الموريتاني المتوازن والمبدع.
فالمدرسة اليوم لم تعد مجرد مؤسسة لتلقين المعارف، بل أصبحت أداة لغرس قيم المواطنة وترسيخ روح المساواة والانتماء، وهو ما تسعى السياسة التعليمية الجديدة إلى تكريسه من خلال المناهج الموحدة، والبيئة التربوية الداعمة، والاهتمام بالبعد الأخلاقي والإنساني للتعليم.
إن توجيه رئيس الجمهورية تحية خاصة للمعلمين في هذا اليوم العالمي لا يمكن فصله عن الرؤية الأشمل لإصلاح التعليم.. فهو تقدير رمزي لمكانة المعلم، وتأكيد سياسي على أن الدولة تعتبره محور التنمية البشرية، ورسالة مستقبلية تدعو إلى المزيد من الاستثمار في الإنسان قبل البنيان.
ففي الوقت الذي تتسابق فيه الأمم نحو اقتصاد المعرفة، تبرز موريتانيا اليوم بمشروعها الطموح للمدرسة الجمهورية كإحدى التجارب الرائدة في المنطقة، تسعى لإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية والمعلم، وإحياء الثقة بين الأسرة والمجتمع والمؤسسة التربوية.
ويختزل يوم المعلم هذا العام مسارا من العمل الجاد لإصلاح منظومة التعليم في موريتانيا، ومسيرة من العطاء المتواصل لأبناء المهنة. وبين إشادة الرئيس وواقع الإصلاحات الملموسة، يتجدد الأمل في أن يظل المعلم، كما أراده الرئيس الغزواني، الركيزة الأولى لبناء الوطن، وصانع المستقبل، وحارس قيم المدرسة الجمهورية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء

.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)