بيان من المنتدى الإسلامي الموريتاني حول اتفاق وقف الحـ.رب في غزة

بسم الله الرحمن الرحيم 
    
 الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،  ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
         وبعد..
فقبل سنتين وعدة أيام، تفـ.جر طـ.وفان الأقصـ.ى المبارك، مفـ.جرا معه طـ.وفانا من الوعي،  والاهتمام بالهم الإسلامي العام، وإحياء روح الجـ.هاد، وتعزيز حقيقة الأخوة الإسلامية، بل حاملا للناس دعوة الإسلام متمثلة في  صدق إيمان المؤمنين، وصبرٍ  المحتسبين،  وطمأنينةٍ المخبتين،  ويقين المتوكلين في غـ.زة، وهي معان إيمانية عظيمة، كادت دعوات الجاهلية تطمسها، وتيارات الباطل تجرفها من واقع الأمة قبل الطوفان المبارك. 
كما أعاد الطوفـ.ان قضـ.ية المسلـ.مين الأولى إلى واجهة الأحداث، وجعلها محور اهتمام في العالم.. اعترافا، وتضامنا، وصحة فهم، وتصورٍ،  بعد أن كادت تتم تصفيتها..
هذا فوق ما حققه الطـ.زفان من نكـ.اية غير مسبوقة في العـ.دو على مختلف المستويات، وشتى المجالات.. العسـ.كرية، والأمنيـ.ة، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدبلوماسية، والقانونية.. محليا، وإقليميا، ودوليا.

وبعد سنتين من الصبر والمصـ.ابرة، والجـ.هاد والمرابطة، والثبات والتضحية الأسطورية، التي تشبه المعجزات، أدرك الأعـ.داء وداعموهم أنه لا بديل عن مفاوضة أهل الثغـ.ور المجاhدين القابضين على الجمر والزنـاد، فكان هذا الاتفاق الذي  ضمن وقف الحـ.رب، وتحرير حوالي ألفين من الأسرى، وانسحابَ العدو، وفتح المعـابر، وإدخال المسـاعدات، وعودة النـازحين، وقطع الطريق على سياسة التهجير، نسأل الله سبحانه أن يجعله خيرا، وبداية فتح، وانتصار للمسلمين.

ونحن في المنتدى الإسلامي الموريتاني -إذ نحمد الله على ما من به من ثبات ومنجزات، وثمار مباركات لهذا الطوفان العظيم، وإذ نحتسـب عند الله من نسأل الله أن يتقبلهم شhداء من القـ.ادة والجنـ.ود وغيرهم، وإذ نسأله الشفاء للجرحى، وحسن العزاء لذوي الشhداء، والمصـابين- نعلن بهذه المناسبة ما يلي: 
1- فخرنا، واعتزازنا بالـ.قادة الكبار، والأبطـال الأخيار، الذين فجـ.روا هذا الطوفـ.ان، وبما حققه من نتائج، وثمار  يدركها كل من نظر إليه بوعي إيماني عميق، وتبصُّر شرعي دقيق، وتحليل موضوعي نزيه.

2- إجلالنا وإكبارنا لأهل غـ.زة العزة، لما قدموه من تضـ.حيات، وما وهبهم  الله من صبر وثبات، أمام كل المحن والابتلاءات. 

3- دعوتنا الأمـ.ة الإسـلامية، وكل أنصار الحق في العالم للالتفاف حول قيادة المقاومة، ودعم خياراتهم، وقراراتهم، واستحضار أنهم مؤتمنون على القضية، مدركون لأبعادها، وواقعها، وواقع الأمة،  وواقع العدو، والظروف المحلية، والإقليمية، والدولية المحيطة، دون أن يلغي هذا التأييدُ والدعم واجبَ المناصحة، والتذكير، وذلك مما يقتضي منا التنبيه على الحذر الشديد، واليقظة التامة، من مكر الأعداء، وكيد الخصوم الذين يحاولون أن يحققوا دبلوماسيا، ما عجزوا عن تحقيقه عسـ.كريا، وخاصة فيما يتعلق باستمرار الجhاد، وسلـ.اح المجاhدين، ومن يحـ.كم غـ.زة....

4- تحيتنا لمواقف الشعوب المسلمة التي ظلت -رغم الخذلان من جل الأنـ.ظمة الحاكمة- مساندة وداعمة للمجاhدين وواقفة إلى جانبهم.
كما نحيي المواقف الداعمة للعدل والحق في البلدان غير الإسلامية.

5- شكرنا وامتناننا الخاصين لموريتانيا، كل موريتانيا.. رئيسا، وحكومة، وشعبا، وعلماء، ومثقفين، وأدباء، ومفكرين، وكتابا، وإعلاميين،  وقبائل، وأحزابا، ونقابات، ومبادرات، على مواقفهم المناصرة والمؤازرة لقضية الأمة الأولى قضية القدس، والأقصى، وغزة،  وكل فلسطين، وخاصة إبان هذا الطوفـ.ان المبارك.

6- دعوتنا الأمة الإسلامية لمواصلة، وزيادة، وتفعيل إسنـ.ادها، وإمـ.دادها، ودعمها لأهلنا في غـ.زة بكل أنواع الدعم.. بالمال، والمقال، والمواقف، والتظاهرات، وبالدعاء الذي هو سـ.لاح المؤمن، وهو أعظم السلاح...
ونذكر هنا بأن توقف الحـ.رب، لا يعني توقف الحاجة للدعم، فإن الدعم ازدادت الحاحة له للتكفل المستمر والمنتظم بأسر الشhداء، ورعاية الأيتام، والأرامل، والجرحـ.ى، والمعاقين، والإيواء، وإعادة الإعمار، ومعالجة آثار الح.رب، فضلا عن الحاجات العامة المستمرة للماء، والغذاء، والكساء، والدواء.

7- تأكيد المنتدى استمراره  في القيام  بواجبه الشرعي، والأخلاقي، والإنساني، مناصرة، ومؤازرة، لأهلنا، وإخواننا في غ.زة في شتى المجالات، ومختلف الأصعدة.

نسأل الله أن يبارك لإخواننا في قيادة المـ.قاومة،وفي غ-زة وفلسطين، ولسائر الأمة في هذا الاتفاق وأن يجعله مقدمة لفتح مبين، يتحقق من خلاله وعد الله للمؤمنين: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكِّنَنَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدِّلَنَّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا...}

اللهم تقبل الشhداء، واشف الجرحـ.ى، واربط على قلوب المصابين، ومـكِّن لعبادك المستضعفين، واجعلنا ممن شرفتهم بنصرة المجاhدين في الدنيا، وألحقتهم في الآخرة بالنبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

والحمد لله أولا وآخرا 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

المنتدى الإسلامي الموريتاني 
بتاريخ: 22 ربيع الآخر 1447 للهجرة
الموافق: 14 أكتوبر 2025

ثلاثاء, 14/10/2025 - 15:33