
في خطوة جديدة تؤكد الرؤية الوطنية لبناء اقتصاد زراعي مستدام، أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الخميس من مدينة روصو، على انطلاق الحملة الوطنية لزراعة الخضروات، ووضع حجر الأساس لمشروع “قناة سوكام”، أحد أهم المشاريع المائية والزراعية في الجنوب الموريتاني.
ويمثل هذا المشروع، الذي يمتد على طول 34 كيلومتراً ويشمل أربع محطات ضخ حديثة، جزءا محوريا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات والحبوب، وتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية التي ظلت تثقل كاهل الاقتصاد الوطني لعقود.
لا تقتصر أهمية “قناة سوكام” على بعدها الهندسي فحسب، بل تتجلى في وظيفتها التنموية المتعددة. فالمشروع يهدف إلى استرجاع نحو 3,800 هكتار من الأراضي القابلة للزراعة، إضافة إلى استصلاح أكثر من 8,000 هكتار جديدة، ما سيفتح آفاقا واسعة أمام المزارعين المحليين، ويزيد من القدرة الإنتاجية للبلاد في مجال الخضروات والمحاصيل الأساسية.
كما يُتوقع أن يسهم المشروع في تحسين منظومة الري في ولايات الجنوب (اترارزة، لبراكنه، كوركول، وكيدي ماغه)، عبر توفير موارد مائية منتظمة وآمنة، وهو ما يشكل تحولا نوعيا في تسيير الثروة المائية، خاصة في ظل التحديات المناخية وتقلبات موسم الأمطار.
ومنذ توليه السلطة، جعل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من الأمن الغذائي أولوية وطنية، إدراكا منه بأن الاستقلال الاقتصادي يمر عبر التنمية الزراعية. وجاءت مبادراته المتتالية لدعم المزارعين، وتحسين ظروف الإنتاج، وتوسيع شبكات الري، لتعكس إرادة سياسية واضحة في تحويل الزراعة من نشاط موسمي هش إلى قطاع منتج ومستدام.
وقد سبق للرئيس الغزواني أن أطلق برامج نوعية، مثل برنامج أولوياتي للتنمية الزراعية ومشروع استصلاح الأراضي الزراعية في الضفة، الذي ساهم في تحسين البنى التحتية الزراعية ورفع مردودية الحقول، لتشكل مجتمعة دعائم “مدرسة زراعية وطنية جديدة” تقوم على الكفاءة، والابتكار، والاستغلال الأمثل للموارد.
وعلى المدى القريب، من شأن مشروع قناة سوكام أن يوفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، سواء في مراحل البناء أو التشغيل، وأن يعزز الدخل المحلي في ولاية اترارزة التي تعدّ سلة غذاء البلاد.
أما على المدى المتوسط، فسيؤدي إلى خفض كلفة الإنتاج الزراعي وزيادة تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق المحلية والإقليمية.
كما يشكل المشروع رافعة حقيقية للتنمية القروية، من خلال تحفيز الاستثمار الخاص في الزراعة والتصنيع الغذائي، ودعم شبكات التعاونيات الزراعية النسوية والشبابية، مما يرسخ البعد الاجتماعي للرؤية الاقتصادية للرئيس الغزواني.
إن إطلاق الحملة الوطنية لزراعة الخضروات، مقرونة بتدشين “قناة سوكام”، يعبّران عن مرحلة جديدة من التحول الزراعي في موريتانيا، عنوانها الانتقال من المبادرات الظرفية إلى المشاريع البنيوية الكبرى.
وبهذا المسار، تواصل موريتانيا تثبيت خطى طموحة نحو تحقيق السيادة الغذائية، عبر استصلاح الأراضي، وتعبئة الموارد المائية، وتمكين المزارعين، في رؤية متكاملة يقودها رئيس الجمهورية لتكون الزراعة ركيزة للأمن، والنمو، والاستقرار.
وكالة الوئام الوطني للأنباء


.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)