مركز "زايد لأطفال التوحد " في نواكشوط يدفع ضريبة النجاح / المختار ولد خيه

الوئام الوطني : عندما ينجح شخص أو مشروع أو مبادرة من أي نوع، فلا مناص من دفع ثمن النجاح، وذلك من خلال أشخاص فاشلين أو حاقدين يكرسون كل طاقاتهم للتشويه والافتراء.
هذه الضريبة واجبة السداد على كل ناجح، شخصا طبيعيا كان أو هيئة اعتبارية، وهو ما نراه اليوم في التهجم على مركز الشيخ زايد لأطفال التوحد في موريتانيا، الذي أنشأته السيدة الأولى مريم بنت الداه قبل نحو خمسة أعوام.
لقد قامت السيدة الأولى، قبل أن تنال هذا اللقب، بالانحياز للأطفال المصابين بالتوحد ولأمهاتهم، والوقوف معهم، وذلك بإنشاء هذا المركز الذي مولته دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة، حيث استقبل 30 طفلا خلال أيام افتتاحه الأولى قبل أن يتضاعف العدد مرات عديدة خلال السنوات اللاحقة.
وتقوم على شؤون المركز، تسييرا وتيسيرا، إدارة تمتاز بالكفاءة والإخلاص، تضم إلى جانب  موريتانيين اكفاء  خبراء من سوريا وتونس والمغرب، ويضم المستفيدون منه كافة الفئات والشرائح دونما إقصاء ولا تهميش، وبرسوم شبه مجانية. 
لقد قام المركز، الرائد في البلاد وفي المنطقة برمتها، بمساعدة أطفال التوحد نفسيا وماديا، حيث تجاوز طاقته الاستيعابية المقررة له، سعيا منه لتعميم الاستفادة على أكبر قدر ممكن من أطفال التوحد وأمهاتهم، ومع ذلك لم يسلم من محاولات التشويه والافتراء من قبل من لا يهتم بمصالح الآخرين الذين خدمهم المركز وساعدهم في تجاوز ظروفهم الصعبة، بمجرد أن بلغت الطاقة الاستيعابية ذروتها، وتم إدراج طفله في لائحة الانتظار.
لقد أكدت رئيسة المركز، السيدة الأولى مريم بنت الداه، ومنذ اللحظة الأولى لافتتاحه أن هذا الجهد يمثل خطوة أولى لكنها غير كافية لمواجهة هذا المرض المتصاعد في البلاد، ملتمسة العذر، من الأمهات اللواتي لم يحالفهن الحظ في استقبال المركز لأطفالهن، ومطالبة الخيرين ببذل جهود مضاعفة من أجل فتح مراكز جديدة تسهم في وضع البسمة على شفاه أمهات باقي المصابين بهذا المرض، وذلك في إشارة إلى أن المركز، وكغيره من المراكز والمبادرات الخيرية، له طاقة استيعابية قصوى يستحيل معها استقبال المستهدفين بلا حدود.
إن الهجوم على مركز الشيخ زايد لأطفال التوحد في موريتانيا لا يمكن استيعابه خارج تفهم أنه يدفع ضريبة النجاح الذي بات يشهد به القاصي والداني، وأولهم أمهات أطفال التوحد المنتسبين للمركز.

ثلاثاء, 11/07/2023 - 23:18