حدث وتعليق/ زيارة رئيس وزراء اسبانيا لموريتانيا.. نموذج يحتذى لشراكة إفريقيا وأوروبا

يعكس عقد اجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا وموريتانيا على الأراضي الموريتانية دفعة قوية لتقوية العلاقات الثنائية، وشراكة استراتيجية مستدامة. 

وتعتبر موريتانيا شريكا أساسيا لاسبانيا في مجال مواجهة تحديات الهجرة غير النظامية، حيث تُشكّل نقطة انطلاق رئيسية للزوارق المتجهة إلى جزر الكناري.

وقد لوحظ انخفاض بنسبة 40% في الوافدين عبر هذه المسارات بسبب إجراءات أمنية مشددة تم تنسيقها مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي.

وتعد موريتانيا دولة مستقرة في منطقة الساحل المضطربة، مما يجعلها شريكا حيويا في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير النظامية، وهي قضايا تؤثر على الأمن الأوروبي.

وتهدف زيارة رئيس الوزراء الاسباني، ابيدرو سانشيز، اليوم الأربعاء لموريتانيا، إلى:

1. توطيد التعاون في الهجرة

 • إستراتيجيات التدبير الأمني: تعزيز جهود التفكيك الواصل لشبكات تهريب البشر، عبر تعاون بين وزارات الداخلية.

 • إطلاق الهجرة المنتظمة: تجربة “الهجرة الدائرية” تُطبق للمرة الأولى على 50 عاملا موريتانيا، كبديل قانوني وآمن للهجرة غير النظامية.

2. دعم اقتصادي وتنموي

 • برامج استثمار بقيمة 700 مليون يورو: تم الإعلان عن تمويلات من إسبانيا والاتحاد الأوروبي، تشمل قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والحماية الاجتماعية.

 • منتدى رجال الأعمال الإسبانيين: حضوره يهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الشراكات في قطاعات مثل الزراعة والطاقة والنقل. 

3. توسيع النفوذ الثقافي والتعليمي

 • افتتاح فرع لمعهد الثربانس (Cervantes): يهدف إلى تعزيز تعلم اللغة الإسبانية في موريتانيا، وتعميق الروابط الثقافية بين البلدين.

4. توقيع اتفاقات أمنية وتقنية

 • مواثيق في مجالات الأمن السيبراني، البنية التحتية، والحفاظ على البيئة: تم توقيع عدة اتفاقات خلالها، تشمل أيضًا إدخال مستشار اقتصادي في السفارة الإسبانية لتشجيع مزيد من الاستثمار بدءا من سبتمبر القادم.

5. تعزيز الدرع الأوروبي في الساحل

 • تندرج الجهود الإسبانية ضمن سياسة “Team Europe” التي تدعم تعزيز استقرار دول الساحل، وتُكرّس دور إسبانيا بوصفها شريكًا أساسيًا للاتحاد الأوروبي في غرب أفريقيا.

وتعد زيارة سانشيز إلى نواكشوط اليوم نقطة تحول في العلاقات الإسبانية-الموريتانية، حيث تمثّل نموذجا للشراكة “الأمنية-التنموية-الاقتصادية” مع دول الساحل.

فبدلًا من التعامل مع الهجرة كأزمة فقط، تحوّلت إلى فرصة للتعاون المتكامل: من خلال الهجرة المنظمة، وتمويل التنمية، وتعزيز الثقافة والتجارة، وصولًا إلى تحصين الحدود وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

ويرى المراقبون أن زيارة سانشيز اليوم لنواكشوط، من شأنها أن تخلق روابط متكاملة تخدم مصالح الطرفين، وتضع نموذجا لتعامل أوروبيا مع القارة الأفريقية.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أربعاء, 16/07/2025 - 22:10