رأي حر …عندما يستوعب القائد العسكري مهمته النبيلة / المختار ولد خيه

تداول نشطاء التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، فقرة هامة من خطاب القائد العام  لأركان  الجيوش، الفريق محمد فال ولد الرايس، أمام مجموعة من الضباط، مثلت تصريحا ذا حمولة رمزية ووطنية عالية، يرسّخ الأسس الجمهورية والمؤسسية للجيش، ويؤكد التزامه بثلاثة مبادئ محورية:
المبدأ الأول هو    وحدة الجيش وتماسكه، باستخدام عبارة “شريحة واحدة وقبيلة واحدة”، التي تعبّر عن رفض الانقسام القبلي أو الفئوي داخل المؤسسة العسكرية، وتؤكد أن الجيش يجب أن يعلو فوق الانتماءات الضيقة، وينصهر في بوتقة الانتماء الوطني.
ويتعلق المبدأ الثاني بحياد الجيش عن السياسة،    حيث أعلن أن العسكريين “غير معنيين بحسابات ولا برهانات السياسيين”، وهو ما يُشكل تجديدا للالتزام بالمبدأ الدستوري الذي يحظر على المؤسسة العسكرية التدخل في الشأن السياسي، وهو ما يعزز الاستقرار الديمقراطي.
أما المبدأ الثالث فيتمثل في الدور الحصري للجيش، وهو حماية الأمة، وهو ما تجلى في تشديد القائد على أن “ما يهمهم بالدرجة الأولى هو المحافظة على كيان الأمة وتماسكها”، واضعا المؤسسة العسكرية في موقعها الطبيعي، لكونها درع الوطن ضد التهديدات الأمنية، وليست أداة في تجاذبات داخلية.
ويحمل خطاب قائد أركان الجيوش مضامين وطنية قوية وتطمينية، ويُكرّس مبدأ الجيش الجمهوري المهني والمحايد، وهي رسالة مهمة في ظل الأوضاع الإقليمية الصعبة، والحاجة الماسة في موريتانيا لبناء الدولة الوطنية الحديثة، التي لا تقبل التسييس ولا الطائفية ولا التشرذم داخل مؤسساتها السيادية.

بقلم المختار ولد خيه 

خميس, 17/07/2025 - 23:58