حدث وتعليق/ توزيع 528 قطع أرضية على حمالة الميناء.. عدالة اجتماعية تتجسد على الأرض

احتضن ميناء نواكشوط المستقل مساء اليوم الخميس 24 يوليو 2025، حفلا بمناسبة توزيع528  قطع أرضية على حمالة الميناء، تنفيذا لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بعد لقائه بهم خلال مأدبة إفطار في شهر رمضان الأخير، حيث استمع إلى مشاكلهم وطلباتهم، وكان من أبرزها الحصول على قطع أرضية لبناء منازل تؤويهم وأسرهم.

وتتجاوز الرمزية التي يحملها هذا القرار الفعل الإداري، فهو نتاج حوار مباشر بين رئيس الجمهورية وفئة من أكثر الفئات تهميشا في المجتمع، فئة الحمالة، التي ظلت لعقود تؤدي أدوارا شاقة في صمت، دون أن تحظى بما يتناسب مع عطائها من دعم أو رعاية.

فخلال اللقاء الرمضاني، استمع الرئيس بنفسه إلى معاناة الحمالة، ووقف على ظروفهم المعيشية الصعبة، حيث عبّروا عن حلم بسيط، يتمثل في امتلاك أرض تؤوي أسرهم. فجاء الرد سريعا، وبشكل مباشر، دون بيروقراطية أو تسويف، ما يعكس جدية الرئيس وصدقه في الإصغاء والاستجابة للمواطنين، خصوصا الفئات الهشة.

إن منح قطع أرضية لحمالة الميناء لا يُعد مجرد “حل إسكان”، بل هو اعتراف رسمي وعلني بقيمة هذه الفئة في الدورة الاقتصادية الوطنية. كما يُشكل تمكينا اجتماعيا يعيد الكرامة لمن ظلت مساهمته في الاقتصاد محجوبة خلف الأضواء.

هذا التوزيع يمثل أيضا ترسيخا لمفهوم الدولة الراعية والمستجيبة، لا الدولة المتفرجة، ويأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تؤكد أن رؤية الرئيس غزواني ترتكز على الإنصاف والكرامة، لا على الشعارات والوعود الفارغة.

ومنذ توليه الرئاسة، عمل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على إعطاء الطبقات الهشة والفئات الأقل حظًا موقع الصدارة في سياساته الاجتماعية. وقد ظهر ذلك من خلال إنشاء مندوبية “التآزر”، التي أُنشئت خصيصا لتنسيق الجهود الموجهة للفئات الفقيرة، من خلال برامج مثل:

 • “برنامج التموين الغذائي”

 • “مشروع التأمين الصحي المجاني”

 • “الدعم النقدي المباشر للأسر الأكثر هشاشة”

كما ظهر اهتمامه بتلك الطبقات عبر إطلاقه لبرنامج السكن الاجتماعي، حيث تم توزيع آلاف القطع الأرضية والمباني السكنية الجاهزة في نواكشوط ومدن الداخل، خصوصا في الأحياء والمناطق المهمشة.

ويظهر اهتمام الرئيس، أيضا، عبر التكفل بالعلاج والنقل الطبي، بعد أن شهدت السنوات الأخيرة إطلاق برامج لتسهيل الوصول إلى العلاج المجاني، ونقل المرضى الفقراء على نفقة الدولة، داخل وخارج الوطن.

وهنالك مواسم الدعم الغذائي، حيث تمت مأسسة تدخلات موسمية (رمضان، الأعياد، العودة المدرسية)، لتوفير الدعم الغذائي المجاني والمواد الأساسية بأسعار رمزية في عموم البلاد، فضلا التدخلات المجانية للمحتاجين وفي أوقات الكوارث، خاصة تلك المرتبطة بالمناخ خلال مواسم الأمطار.

ويتجلى اهتمام رئيس الجمهورية بالطبقات الهشة من قربه من المواطنين، وجعله اللقاءات المباشرة مع المواطنين مناسبة لتحقيق سياسات قائمة على الإصغاء والملامسة الواقعية للاحتياجات.

إن ما جرى في ميناء نواكشوط اليوم ليس حدثا منعزلا، بل حلقة في رؤية تنموية أكثر شمولا، ترتكز على فكرة تؤكد أنه لا يمكن بناء دولة مستقرة ما لم يشعر أفقر مواطنيها بأن له نصيبا حقيقيا في الأرض والكرامة والخدمات.

فحين يمتلك الحمال قطعة أرض في مكان لائق، يصبح عنصر استقرار اقتصادي واجتماعي، وتُكسر دائرة التهميش التي كانت تغذي الإحباط وتزرع الشعور بالتهميش والحرمان.

فبقرار بسيط في شكله، عميق في دلالته، ترجم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فلسفة الإنصاف إلى واقع ملموس، وأعاد الاعتبار لشريحة من العمال ظلت مهمشة لعقود، لتشعر اليوم أن الوطن يتسع لها، وأن صوتها بات مسموعا.

إنها سياسة اجتماعية متوازنة، لا تستهدف فقط الفئات المحظوظة، بل تضع الإنسان البسيط في قلب اهتمام الدولة، وتؤكد أن الرئيس يفي بوعوده، لا في الحملات فقط، بل في كل الأوقات وعلى أرض الواقع.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

خميس, 24/07/2025 - 21:51