
الوئام الوطني : في بلد اعتاد مواطنوه أن يكتفوا بمشاهدة قادتهم من خلف شاشات التلفاز، أو أثناء مواكب رسمية مهيبة، جاءت الصور الأخيرة لرئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو يتجول بين الناس ويلتقط معهم صورا عفوية، لتكسر نمطا ظل مألوفا لعقود خلت، وتؤسس لثقافة سياسية جديدة، قوامها القرب من المواطن، والقدوة بالفعل لا بالقول.
مشهد الرئيس وهو بين المواطنين، دون حواجز أمنية ظاهرة، يُمازح البعض ويلتقط صورا مع آخرين، يحمل دلالة سياسية عميقة، لا تقل في أهميتها عن قرارات رسمية كبرى. إنها رسالة ثقة، وانتماء، وتواضع. لكن ما يُضفي على الصورة وزنا أكبر هو السياق الذي جاءت فيه.. إنه اختيار رئيس الجمهورية قضاء عطلته الصيفية داخل البلد، امتثالا لتوجيهاته السابقة التي ألزم فيها أعضاء الحكومة وكبار المسؤولين بقضاء إجازاتهم داخليا، دعما للسياحة الوطنية، وتحفيزا للدورة الاقتصادية المحلية.
إن ما قام به الرئيس الغزواني ليس مجرد تصرف شخصي عابر، بل هو فعل سياسي بامتياز، يتجاوز الرمزية إلى التأثير الواقعي. في ثقافتنا السياسية، طالما شكا المواطن من بعد الشقة بينه وبين من يتخذ القرار، ومن شعور بالغربة عن مراكز النفوذ.
اليوم، يكسر الرئيس ذلك الشعور، ويعيد رسم العلاقة بين رأس الدولة والمواطن على أساس من القرب والثقة المتبادلة.
إنها خطوة تؤسس لنمط جديد من القيادة، قيادة تعتمد الصورة الإنسانية والبساطة كجسر للتواصل، لا الحواجز الأمنية ولا الخطابات المعلبة.
فمن خلال اختياره قضاء العطلة داخل البلاد، يؤكد الرئيس الغزواني على أن تشجيع السياحة الداخلية ليس مجرد شعار عابر، بل خيار استراتيجي يتطلب التزاما فعليا من قادة الدولة قبل المواطنين.
فالبلد يزخر بمقومات سياحية فريدة، طبيعية وثقافية، غير أن استغلالها ظل دون المستوى المطلوب، إما بفعل ضعف البنية التحتية أو غياب الاهتمام الرسمي.
لكن حين يكون رأس الدولة نفسه أول من يروّج للسياحة الداخلية بسلوكه الشخصي، فإن ذلك يمنح القطاع دفعة قوية، ويشجع على الاستثمار فيه، ويخلق نوعا من الفخر الوطني بثراء البلاد وجمالها.
إن ما يجب التوقف عنده ليس فقط "الصورة" في حد ذاتها، بل ما تحمله من معانٍ.
فالرئيس لا يظهر كصاحب قرار بعيد، بل كواحد من المواطنين، يتجول بينهم، يسمعهم، يضحك معهم، يشاركهم اللحظة. إنها إعادة تعريف للقيادة، على أسس إنسانية وشعبية.
وتختصر صورة الرئيس الغزواني هذه مشروعا أعمق مما يبدو على السطح.. مشروع لبناء ثقة جديدة بين المواطن والدولة، ولتغيير النظرة النمطية للسلطة، ومحو تلك الفجوة النفسية التي طالما فصلت بين الناس ومن يحكمونهم.
وفي زمن تُفقد فيه الثقة بالخطابات السياسية، تصبح القدوة السلوكية هي أبلغ وسائل التأثير.. والرئيس الغزواني، من خلال هذه الخطوة الرمزية والبسيطة في ظاهرها، يقدم درسا عمليا في القيادة مفاده: أن تكون قريبا من شعبك، أن تعيش واقعهم، وتشاركهم تفاصيل يومهم، هو في حد ذاته عمل سياسي راقٍ ومؤثر.
لقد تحدثت الصورة، وكان حديثها أبلغ من كثير من الخطب. خاصة أن هذه الرمزية سبق أن تُرجمت إلى سياسات واقعية داعمة للفئات المهمشة، وتحسين للقطاعات الحيوية كالسياحة، والصحة، والبنية التحتية، فأصبح للدولة نمط حكم جديد.. أكثر إنسانية، وأقرب للمواطن، وأصدق في الممارسة.
وكالة الوئام الوطني للأنباء






.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)