
الوئام الوطني : وسط ما تعيشه المنطقة والعالم من تحولات متسارعة وتحديات متراكمة، يبرز اسم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كأحد القادة الذين استطاعوا، بصمت وواقعية، أن يضعوا بلدهم على سكة الإصلاح والتنمية، في وقت كان فيه كثيرون يرزحون تحت وطأة الأزمات. واليوم، تتعالى الدعوات من مختلف أطياف المجتمع الموريتاني مطالبة بضرورة استكمال هذا المسار الطموح، استنادًا إلى ما تحقق من إنجازات، وما زال ينتظر من استحقاقات.
فمنذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الحكم، وجد الرئيس نفسه في مواجهة أزمة عالمية غير مسبوقة تمثلت في جائحة كورونا، والتي شلّت الاقتصاد العالمي وأربكت كبرىات الحكومات، خصوصًا في أوروبا والقارة الإفريقية. ورغم محدودية الموارد، استطاعت موريتانيا، بقيادة الرئيس غزواني، أن تتجاوز هذه المرحلة العصيبة بأقل الخسائر، وهو ما أثار تقدير المتابعين في الداخل والخارج. لم يكن هذا النجاح مجرد صدفة، بل انعكاسًا لتعامل هادئ، متزن، وشفاف مع الأزمة، أخذ من عمر مأموريته قرابة النصف، لكنه لم يمنعه من إطلاق مشروع تنموي متكامل.
بعيدًا عن الضجيج الإعلامي، بدأ الرئيس في لملمة الملفات الكبرى، وعلى رأسها محاربة الفقر، حيث سخر مؤسسات متخصصة مثل "مندوبية تآزر" و"مفوضية الأمن الغذائي" و"وزارة الشؤون الاجتماعية"، لتمثل أذرعًا تنفيذية لسياسات تستهدف الفئات الهشة وتعيد رسم خريطة الإنصاف الاجتماعي. وقد بدأت ثمار هذه السياسات تظهر تباعًا ، ليس فقط في المؤشرات، بل في شهادات المعارضة قبل الموالاة، التي أقرت بنجاحات لا يمكن إنكارها.
وفي مأموريته الثانية، اتخذ غزواني خطوات أكثر جرأة، واضعًا الشباب في قلب أولوياته من خلال إنشاء وزارة خاصة لتمكينهم، وإطلاق مشاريع للبنية التحتية في العاصمة والمدن الداخلية، شملت الجسور، وتوسيع شبكة الطرق، وتحديث الخدمات الحيوية. كما تم تخصيص ميزانيات معتبرة لإصلاح النظام الصحي، وإنهاء المعاناة الطويلة مع هشاشة الخدمات في بعض مناطق البلاد، في مشهد يعكس تحركًا فعليًا لا وعودًا مؤجلة.
خارجيًا، حملت رئاسة الرئيس غزواني للاتحاد الإفريقي روحًا جديدة في العمل القاري المشترك، حيث استضاف قمة تعليمية نوعية في نواكشوط، جمعت عددًا من رؤساء الدول وآلاف الخبراء، وأسفرت عن إطلاق "عقد العمل المعجل لتحويل التعليم في إفريقيا (2025-2034)"، ما يشير إلى وعي متقدم بأهمية بناء الإنسان قبل البنية. كما لعب دور الوسيط في عدة أزمات إفريقية، على غرار الأزمة الليبية، والملف السوداني، والتوترات في الكونغو الديمقراطية، حاملاً خطابًا يوازن بين الواقعية السياسية والدعوة للحلول السلمية.
لم يتوقف حضوره عند القارة، بل سعى إلى رفع صوت إفريقيا في المحافل الدولية، فكان من أبرز المدافعين عن إصلاح مجلس الأمن الدولي، ودفع نحو انضمام إفريقيا إلى مجموعة العشرين، بما يعزز موقعها الاقتصادي والسياسي عالميًا. وعلى مستوى الاتحاد الإفريقي، أطلق حزمة إصلاحات شملت تحسين آليات اختيار القيادات، وضبط النفقات، مما أدى إلى تقليص ميزانية الاتحاد بحوالي 30 مليون دولار، في خطوة عكست توجهًا نحو الشفافية وترشيد الموارد.
ومن أبرز الشواهد على المكانة الدولية التي باتت تحظى بها موريتانيا في عهد غزواني، انتخاب الخبير الموريتاني سيدي ولد التاه رئيسًا لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، بدعم مباشر من الرئيس، في مشهد قرأ فيه كثيرون رسالة مفادها أن البلاد دخلت مرحلة جديدة من الحضور الفاعل والمؤثر في الساحة الدولية.
إن هذه الإنجازات المتعددة، والتي تتقاطع عند هدف بناء دولة حديثة عادلة وقوية، تجعل الحديث عن استمرار هذا المشروع أمرًا لا يتعلق بالشخص بقدر ما يتعلق بالمصلحة الوطنية العليا. فما تحقق حتى الآن يؤكد أن الرئيس غزواني لم يأتِ لملء فراغ، بل ليرسم ملامح تحول عميق لا يزال في بداياته، ويتطلب نفسًا أطول، ورؤية مستمرة لا تنقطع في منتصف الطريق.
لهذا، فإن كثيرين يرون أن المرحلة تتطلب استمرارية، لا تغييرًا قد يربك المسار، وأن موريتانيا اليوم أمام فرصة نادرة لبناء نموذج تنموي متكامل، بقيادة رجل أثبت أنه يفضل الفعل على الخطابة، والعمل على الاستعراض.
وكالة الوئام الوطني للأنباء

.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)