
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسياحة، أكدت وزيرة التجارة والسياحة، زينب بنت أحمدناه، على أهمية تطوير السياحة الداخلية كوسيلة استراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية، وتنشيط الاقتصاد المحلي، وتثمين الموارد الثقافية والطبيعية المتنوعة التي تزخر بها البلاد.
جاءت تصريحات الوزيرة في وقت تتزايد فيه التحديات الإقليمية والعالمية التي تواجه القطاع السياحي، مما يجعل من الضروري تبني سياسات وطنية متكاملة ومستدامة.
ولفتت الوزيرة الانتباه إلى الدور المحوري الذي تلعبه المواسم الثقافية والمهرجانات الجهوية في إبراز ثراء الموروث الوطني، مؤكدة أنها أصبحت منصات حقيقية للتعريف بالتنوع الثقافي، وتعزيز الانتماء الوطني، وفتح نوافذ اقتصادية جديدة أمام المجتمعات المحلية.
ففي بلد مثل موريتانيا، حيث تتعايش مكونات ثقافية متعددة (العرب، البولار، السونكي، الولف)، يمكن أن تلعب هذه الفعاليات دورا جامعا ومصدر فخر وطني.
ومن الواضح أن الرؤية الحكومية الجديدة تسعى إلى تجاوز النظرة التقليدية للسياحة، باعتبارها قطاعا ترفيهيا، نحو تصور أوسع يجعل منها أداة فاعلة لتحقيق التنمية المحلية المستدامة.
فبفضل السياحة الداخلية، يمكن تنشيط الأسواق المحلية، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتحفيز الاستثمار في البنى التحتية والخدمات، لا سيما في المناطق النائية التي غالبا ما تعاني من التهميش التنموي.
فقد أشارت الوزيرة إلى أن الحكومة الموريتانية تعمل على تنويع العروض السياحية، ودعم الاستثمار في بناء القدرات، وتوسيع الشراكات مع القطاعين العام والخاص.
ويأتي ذلك انسجاما مع أهداف التنمية المستدامة، التي تضع ضمن أولوياتها ضمان الاستفادة الشاملة من الموارد، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.
ورغم التحديات التي لا تزال تواجه السياحة الداخلية في موريتانيا، كضعف البنية التحتية السياحية، ونقص الترويج الإعلامي الفعّال، ومحدودية الوعي لدى المواطنين بأهمية السياحة كرافد اقتصادي، تتيح الإمكانيات الطبيعية والثقافية الهائلة للبلاد فرصا واعدة لتأسيس صناعة سياحية حقيقية، تستقطب الزوار من الداخل والخارج، وتضع موريتانيا على خارطة الوجهات السياحية في إفريقيا والعالم العربي.
وتؤشر تصريحات وزيرة التجارة والسياحة إلى نضج في الرؤية الحكومية تجاه القطاع السياحي، حيث لم يعد يُنظر إليه كقطاع هامشي، بل كعنصر فاعل في معادلة التنمية. ولتحقيق هذه الطموحات، تقوم الحكومة باعتماد سياسات متكاملة، تراعي خصوصية السياحة الداخلية، وتستثمر في الإنسان والمكان، في سبيل بناء مستقبل سياحي مزدهر يعكس ثراء الهوية الموريتانية وتنوعها.
وكالة الوئام الوطني للأنباء


.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)