حدث وتعليق/ موريتانيا والمنتدى الأوروبي للبوابة العالمية.. نحو شراكة استراتيجية في التنمية والبنية التحتية

وصل فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، للمشاركة في فعاليات المنتدى الثاني للبوابة العالمية (The Global Gateway Forum)، الذي تنظمه المفوضية الأوروبية يومي 9 و10 أكتوبر الجاري، بمشاركة عدد من قادة الدول والحكومات والشركاء الدوليين في التنمية.

ويأتي هذا المنتدى في سياق الجهود الأوروبية لتعزيز الشراكات العالمية في مجالات البنية التحتية المستدامة والطاقة والتحول الأخضر والرقمي.

ويمثل منتدى “البوابة العالمية” أحد أهم المبادرات الأوروبية لمنافسة المشاريع الاستثمارية الكبرى في العالم، وخاصة المبادرات الآسيوية والأمريكية، من خلال تمويل مشاريع تنموية تراعي الاستدامة، والحكم الرشيد، والمعايير البيئية والاجتماعية.

ويعد هذا الحدث منصة لتعبئة الموارد، وتعزيز الشراكات بين الاتحاد الأوروبي والدول النامية، لاسيما في إفريقيا، بهدف تحقيق نمو شامل وتحول هيكلي في اقتصاداتها.

وتكتسي مشاركة موريتانيا في هذا المنتدى أهمية خاصة، إذ تأتي في ظرف تشهد فيه البلاد حركية اقتصادية وتنموية غير مسبوقة، مدفوعة بالاكتشافات الغازية الضخمة، ومشاريع البنية التحتية الاستراتيجية، ورغبة الدولة في جذب شركاء تنمويين جدد ذوي رؤية طويلة المدى.

ومن خلال حضور الرئيس الغزواني، تسعى نواكشوط إلى تثبيت موقعها كشريك موثوق في غرب إفريقيا، قادر على استقطاب الاستثمارات الأوروبية في مجالات مثل الطاقة النظيفة والتحول الأخضر، خصوصاً مشاريع الهيدروجين الأخضر التي تطمح موريتانيا لأن تكون من روادها في القارة، وكذلك البنية التحتية والموانئ والنقل، في ظل موقعها الجغرافي الاستراتيجي المطل على الأطلسي، والذي يجعلها جسراً اقتصادياً بين أوروبا وإفريقيا، فضلا عن الرقمنة والتحديث الإداري، وهو محور يحظى بدعم متزايد من الاتحاد الأوروبي لتحسين مناخ الأعمال والحكامة.

ومن المتوقع أن تحقق موريتانيا عدة مكاسب من هذه المشاركة، من أبرزها تعزيز التمويل الأوروبي للمشاريع الاستراتيجية في مجالات المياه والطاقة والطرق، بما يدعم خطة الإقلاع الاقتصادي التي أطلقتها الحكومة، وجذب مستثمرين وشركات أوروبية مهتمة بالفرص الواعدة في السوق الموريتانية، خاصة في قطاعات المعادن والطاقة المتجددة والاقتصاد الأزرق.

كما أن مشاركة موريتانيا في هذا المنتدى ستحقق دعم الانتقال الطاقوي عبر برامج التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر، ما يمكن أن يجعل موريتانيا وجهة رئيسية لمشاريع الطاقة النظيفة، وكذلك تعميق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في ملفات التنمية والأمن ومكافحة الهجرة غير النظامية، عبر مقاربة متوازنة تقوم على التنمية بدل الردع فقط.

ويبدو أن القيادة الموريتانية، ممثلة في الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تواصل منهجها القائم على الانفتاح الاقتصادي المتوازن، وبناء شراكات تقوم على المنفعة المشتركة لا التبعية.

فالمشاركة في مثل هذا المنتدى لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تعكس رغبة نواكشوط في ترسيخ حضورها الدبلوماسي ضمن الفضاءات العالمية المؤثرة، وتعزيز مكانتها كصوت إفريقي مستقل ومتوازن في العلاقات الدولية.

إن حضور موريتانيا في منتدى البوابة العالمية ببروكسل ينسجم مع رؤية الدولة للتحول الاقتصادي والاجتماعي، ويؤكد سعيها إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يرتكز على الشراكات الذكية مع الفاعلين الدوليين.

ومن المنتظر أن تسفر هذه المشاركة عن فرص جديدة لتعزيز التنمية المستدامة والبنية التحتية والطاقات النظيفة، بما يسهم في ترسيخ موقع موريتانيا كدولة صاعدة في غرب إفريقيا ومصدر ثقة لشركائها الأوروبيين.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

خميس, 09/10/2025 - 14:59