الشيخ ولد بد.. نموذج في التسيير الرشيد والمسؤولية الوطنية

 

إذا قرأ القارئ تقرير محكمة الحسابات كاملاً، بعيداً عن الإشاعات والحملات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، سيتضح له أن فترة إدارة المهندس الشيخ ولد بد للشركة الموريتانية للكهرباء “صوملك” تميزت بالالتزام بالشفافية والانضباط الإداري، وأن بعض الانتقادات المبنية على الإشاعات لا تعكس الصورة الكاملة للأداء والإصلاحات التي تم تنفيذها.

منذ توليه إدارة صوملك، ركز الشيخ ولد بد على تحويل الشركة من مؤسسة مثقلة بالتحديات المزمنة إلى إدارة أكثر تنظيمًا تعتمد الشفافية، الابتكار التقني، والانضباط في التسيير. وأكدت محكمة الحسابات في تقريرها السنوي أن الفترة التي أدار فيها الشركة خلت تمامًا من أي خروقات مالية أو إدارية، مشيدة بالانضباط المحاسبي والالتزام بالقوانين، كما لوحظ تحسن ملحوظ في أداء الشركة رغم الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، بما في ذلك ارتفاع أسعار المحروقات.

واستعرض التقرير أيضًا بعض الملاحظات المتعلقة بالديون المتراكمة من بعض المشتركين، ومن المهم قراءة هذه الملاحظات في سياقها الكامل: جزء كبير من الفواتير المتأخرة كان موجودًا قبل توليه إدارة الشركة، وعدد منها يعود إلى عقود قديمة، كما واجهت الشركة بعض حالات التحايل. وكان الحل الأمثل للتعامل مع هذه الظاهرة هو تركيب العدادات الذكية ذات الدفع المسبق، وهي المبادرة التي أطلقها الشيخ ولد بد لأول مرة في تاريخ صوملك، وساهمت بشكل مباشر في تقليص الخسائر وتحسين دقة الفوترة والجباية.

كما أشرف الشيخ ولد بد على إطلاق مناقصة لنظام معلوماتي مندمج يتيح متابعة العمليات المالية والفنية بشكل لحظي، ما عزز الرقابة الداخلية وسهل اتخاذ القرارات المبنية على بيانات دقيقة، مع الحرص على حماية موارد الشركة واستدامة خدماتها للمواطنين.

وبعد فترة صوملك، واصل الشيخ ولد بد مسيرته الإصلاحية من خلال قيادة المندوبية العامة “التآزر”، حيث أطلق برامج تنموية واجتماعية كبرى، أبرزها برنامج “تعمير – مدن التآزر” الذي يهدف إلى تحسين ظروف العيش في المناطق الهشة، إلى جانب توسيع نطاق السجل الاجتماعي و إطلاق ومتابعة تنفيذ المشاريع التنموية في مختلف الولايات، بما يعكس التزامه بالشفافية والخدمة الميدانية للمواطن.

كما حرصت “التآزر” خلال هذه المرحلة على تنسيق تدخلات البرامج الاجتماعية المختلفة، وتوحيد آليات العمل لضمان توجيه الدعم إلى مستحقيه، مع اعتماد مقاربة تواصلية قريبة من المواطن، تعزز الثقة وتكرّس قيم التضامن الوطني.

إن قراءة التقرير كاملاً تبرز بوضوح أن فترة إدارة الشيخ ولد بد كانت مرحلة استقرار وتطوير، قائمة على الشفافية والإصلاح المؤسسي والتقني، وأن أي حملات مغلوطة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تعكس حقيقة الإنجازات التي تحققت تحت قيادته، ولا دور الإصلاحات التي جعلت من صوملك ومشاريع “التآزر” نماذج يحتذى بها في التسيير الرشيد والمسؤولية الوطنية.

سبت, 11/10/2025 - 13:45