
شهدت العاصمة الإيطالية روما، اليوم الأربعاء، انعقاد اجتماعات مسار العقبة المخصصة لمناقشة التحديات الأمنية ومخاطر الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا، وذلك بمشاركة قادة ومسؤولين رفيعي المستوى من مختلف دول العالم.
وقد مثل فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في هذه الاجتماعات، معالي الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، السيد مولاي ولد محمد لقظف، الذي ألقى كلمة هامة نقل فيها تحيات الرئيس، وأبرز من خلالها الموقف الموريتاني من ظاهرة الإرهاب ومقاربة الدولة في مكافحته.
وتأتي مشاركة موريتانيا في هذه الاجتماعات في سياق اهتمامها الثابت بالجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الساحل وغرب إفريقيا، وهي منطقة تواجه تصاعدا في التهديدات الإرهابية وتنامي الشبكات المسلحة العابرة للحدود.
ويعكس تمثيلها في هذا المحفل الدولي الرفيع، بحضور شخصيات وازنة مثل ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيسة الوزراء البريطانية جورجا ميلوني، ورؤساء نيجيريا وتشاد وسيراليون وممثل الجزائر، المكانة التي باتت تحتلها موريتانيا كطرف موثوق وشريك فاعل في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب في المنطقة.
وفي كلمته، قدّم معالي الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية عرضا موجزا عن التجربة الموريتانية في مواجهة الإرهاب، والتي أصبحت اليوم نموذجا يحتذى به في القارة الإفريقية والعالم العربي.
لقد تبنّت موريتانيا مقاربة وطنية متعددة الأبعاد تقوم على توازن دقيق بين الحزم الأمني والانفتاح الفكري والاجتماعي، وهو ما مكّنها من القضاء على الخلايا الإرهابية داخل أراضيها وتحييد خطرها في الخارج.
وقد شملت هذه المقاربة جوانب قانونية عبر تحديث التشريعات وتكييفها مع متطلبات الأمن القومي، وأمنية عبر تطوير قدرات الجيش وقوات الأمن، وفكرية ودينية من خلال إشراك العلماء والأئمة في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تتذرع بها الجماعات المتطرفة، إلى جانب مسارات اقتصادية واجتماعية ركزت على خلق فرص للشباب في المناطق الهشة.
وأكد ولد محمد لقظف، في كلمته، أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، لكنه يستغل الدين لتحقيق مآرب سياسية وتخريبية، مشيرا إلى أن الدول الإسلامية هي الأكثر تضررا من هذه الظاهرة التي تُمارس باسم عقيدتها وعلى أراضيها.
ويعكس هذا التصور وعيا رسميا متقدما بخطورة الخلط بين الدين والإرهاب، وحرص موريتانيا على أن تكون صوتا عقلانيا يدعو إلى التفريق بين الإسلام الحقيقي المعتدل، وبين الفكر المنحرف الذي تتبناه الجماعات المتطرفة.
لا تقتصر أهمية الحضور الموريتاني في مسار العقبة على نقل التجربة الوطنية، بل تتعداها إلى المساهمة في صياغة رؤية إقليمية مشتركة لمواجهة الإرهاب في غرب إفريقيا، تقوم على تنسيق الجهود الأمنية وتعزيز التنمية كأداة للوقاية من التطرف.
وقد باتت موريتانيا، بفضل استقرارها وسط محيط مضطرب، مركزَ ثقة إقليمية ومكانا للحوار والتشاور حول قضايا الأمن والسلم في الساحل.
إن مشاركة موريتانيا في اجتماعات مسار العقبة بروما، تحت قيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تؤكد من جديد انفتاحها على العالم واستعدادها لتقاسم خبرتها مع شركائها الدوليين.
فالمقاربة الموريتانية التي وُلدت من رحم التجربة الميدانية الصعبة، لم تعد مجرد سياسة وطنية، بل أصبحت مرجعا عمليا لكل الدول الساعية إلى بناء أمن مستدام يقوم على العدالة والتنمية والاعتدال الفكري.
وبذلك تثبت موريتانيا أنها ليست مجرد متلق للجهود الدولية، بل طرف مؤثر يسهم في صياغة مستقبل الأمن الجماعي في القارة الإفريقية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء


.jpg)
.gif)
.png)
.jpg)
.gif)


.jpg)

.jpg)